
انطلقت مساء أمس الأحد، في غزة، مراسم استقبال سفينتي "الحرية" و"حرروا غزة" اللتين انطلقتا من قبرص، واللتين من المتوقع وصولهما إلى غزة نهاية الأسبوع الجاري، في خطوة جريئة لبرلمانيين وحقوقيين أوروبيين بهدف كسر الحصار الصهيوني الظالم المفروض على غزة.
وقال جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، في كلمة له خلال مؤتمر صحفي في الاحتفال ببدء مراسم استقبال سفينة كسر الحصار، الذي أقيم في مرفأ الصيادين بغزة، أمس: إن السفينة لن تتراجع رغم التهديدات "الإسرائيلية". وشدد على أن السفينة والقائمين عليها "مصرون على ألا يعودوا قبل وصول غزة المحاصرة، وأنهم مستعدون لذلك وجهزوا أنفسهم".
وأوضح أن الترتيبات التي أجريت سواء من اللجنة الشعبية أو الحملة الدولية الفلسطينية لفك الحصار، متواصلة على قدم وساق لاستقبال السفينة، مشيراً إلى أن الإعلاميين الذين سجلوا عبر موقع اللجنة الإلكتروني، سيتم نقلهم بالقوارب مع أعضاء اللجنة والحملة، وآخرين (أكثر من 200 شخص) لاستقبال السفينتين في عرض البحر.
وأشار الخضري، إلى المتضامنين الذين حضروا على السفينة وهم من جنسيات وأعمار مختلفة، واصلوا العمل في كل لحظة ودقيقة، والليل بالنهار، من أجل وصول قطاع غزة المحاصر دون كلل أو ملل.
ولفت الخضري الانتباه إلى أن الشعب الفلسطيني ينتظر أن يسمع في الأيام المقبلة تنظيم مشروعات عربية وإسلامية شبيهة بمشروع سفينة كسر الحصار، قائلاً: "فلتنطلق سفن كسر الحصار من كل أقطارنا العربية والإسلامية"، وأضاف: "إن استطاعت أن تأتي فأهلاً وسهلاً".
وكانت صحيفة "الجارديان" البريطانية قد ذكرت في عددها الصادر الثلاثاء الماضي أن نحو 46 ناشطاً، بينهم بريطانيون، في مقدمتهم شقيقة زوجة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وراهبة أمريكية في الـ81 من العمر، سيشاركون في اختراق الحصار.
وينطلق الناشطون على متن مركبين خشبيين، الأول يحمل اسم "حرروا غزة" والثاني يسمى "الحرية"، مع شحنة "رمزية" من المساعدات مكونة من 200 من السماعات المخصصة لمساعدة الأطفال الصم، إلى جانب إمدادات طبية أساسية.
وستعتمد الرحلة على الأشرعة لتوفير الوقود، ولضمان البقاء في البحر لأطول فترة ممكنة، حال ظهور عوائق تحول دون إكمال الرحلة، وفق ما نقلت الصحيفة عن الناشطة البريطانية، هيلاري سميث التي قالت خلال مؤتمر صحفي في لندن الأسبوع الماضي: "الركاب مستعدون للبقاء لعدة أسابيع أو أكثر في حال اعترض سبيلنا.. غزة سجن فعلي لأكثر من مليون فلسطيني، وتخضع للحصار منذ قرابة عامين."
وقال تحالف من ثمانية منظمات إنسانية بريطانية في مارس/آذار الماضي إن أهل غزة يعيشون أسوأ كارثة إنسانية على الإطلاق منذ حرب 1967.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية في الكيان الصهيوني عوفير جندلمان، قد هدد الأسبوع الماضي بأن "إسرائيل" لن تسمح بمرور "سفينة الحرية" لكسر الحصار، إلى قطاع غزة عبر البحر، قادمة من قبرص.