
ذكرت وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) أن عدة انفجارات هزت منطقة "شينجيانج" (تركستان الشرقية)، التي تسكنها أغلبية مسلمة، والواقعة شمال غربي البلاد، اليوم الأحد، ما أدى إلى سقوط قتيلين على الأقل، بالإضافة إلى عدد من الجرحى.
ونقلت الوكالة عن شهود قولهم: إن الانفجارات وقعت قبل الفجر في "كوكا"، وهي بلدة رئيسية في الإقليم الواقع بجنوب الصين وتبعد أكثر من ثلاثة آلاف كيلو متر عن العاصمة بكين. وقال الشهود إنهم شاهدوا ومضات من النار وسمعوا إطلاق نار متقطع عقب الانفجارات.
وتعد هذه الانفجارات الثانية من نوعها خلال أسبوع في المنطقة، حيث قتل 16 شرطيا صينيا في وقت مبكر الأسبوع الماضي جراء هجوم بالقنابل شنه مسلحان على موقع حدودي بالقرب من الحدود مع طاجيكستان. كما تأتي الانفجارات بعد يوم واحد من بدء دورة الألعاب الأولمبية في العاصمة الصينية بكين وقتل سائح أمريكي وإصابة آخر بالمدينة أمس.
وكان أحد كبار الضباط في الجيش الصيني قد زعم في الأسبوع الماضي أن من وصفهم بـ "الانفصاليين الإسلاميين" يشكلون أكبر تهديد للأولمبياد. وقال العقيد تيان ييزيانج، الملحق بمركز قيادة أمن الأولمبياد للصحفيين إن "أكبر مصدر تهديد للدورة يتمثل في "منظمة شرقي تركستان"، وهو التعبير الذي تستخدمه الحكومة الصينية للإشارة إلى المقاومين الإسلاميين في إقليم "شينجيانج".
يذكر أن منطقة "شينجيانج" الواقعة شمال غربي الصين تقطنها طائفة الإيغور المسلمة الناطقة باللغة التركية، وتشن جماعات إسلامية مقاومة، من أبرزها "منظمة تركستان الشرقية" منذ عقود حملة مسلحة للانفصال عن الصين، وإقامة دولة إسلامية مستقلة تحت اسم "تركستان الشرقية".
وتتهم السلطات الصينية "منظمة تركستان الشرقية" بتنفيذ نحو أكثر من 200 هجوم على منطقة "شينجيانج" منذ عام 1990. كما تتهمها أيضا ببناء علاقات مع كل من حركة "طالبان" في أفغانستان وتنظيم "القاعدة"، غير أن الصين لم تقدم دليلا على ذلك.
ويقول مدافعون عن حقوق الإنسان وإيغوريون منفيون إن بكين تضخم من تهديدات وقوع أعمال عنف في "شينجيانج"، لتبرير قمع أغلبية سكانها المسلمين، بعدما شجعت هجرة ملايين من الصينين (الهان) إلى المنطقة لإحداث خلل ديموجرافي يفقد المسلمين الأغلبية التي يتمتعون بها. وتشير إحصاءات رسمية صينية إلى أن الإيغوريين باتوا يشكلون الآن أكثر بقليل من نصف سكان شين جيانج البالغ عددهم 20 مليونا.