أنت هنا

7 شعبان 1429
المسلم-صحف:

قال رئيس تنمية المجتمع المسلم في كمبوديا أحمد يحيى، أمس، إن رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد تعهد خلال زيارته إلى كمبوديا بمساعدة المسلمين في المملكة الآسيوية، من خلال دفع خمسة ملايين دولار لدعم الأنشطة الدينية والتعليم للمسلمين هناك.

 

وأشار يحيى إلى أن هذه الأموال ستوجه إلى تجديد مسجد العاصمة فنوم بنه وبناء مركز إسلامي قريب من المسجد الجامع، اضافة إلى بناء مدارس ومساجد في محافظة شمال شرق البلاد.

 

ومن الجدير بالذكر أن كمبوديا هي إحدى دول الهند الصينية، وتحيط بها مجموعة من الدول أبرزها الصين وتايلاند وماليزيا وفيتنام، وتُعدّ من الدول الصغيرة نسبيًا؛ إذ لا تتجاوز مساحتها الجغرافية (185) ألف كيلو متر مربع، ويصل تعداد سكانها إلى (14) مليون نسمة، من بينهم (2.5) مليون مسلم.

 

وينحدر معظم مسلمي كمبوديا من أصول فيتنامية، ووصلوا إلى كمبوديا بعد سقوط مملكة "تشامبيا" الإسلامية على يد البوذيين. وجاءت الموجة الثانية من هجرة مسلمي فيتنام إلى كمبوديا بعد سيطرة القوات الشيوعية على الشطر الجنوبي من فيتنام، وممارستها ضغوطًا شديدة على المسلمين لاعتناق الشيوعية والارتداد عن الإسلام.

واتسمت أوضاع المسلمين بالهدوء على الرغم من المعاناة الاقتصادية والفقر الذي يعم أراضي كمبوديا، إلى أن وصل الخمير الحمر إلى سدة السلطة، وحاولوا جاهدين إجبار المسلمين على اعتناق مبادئ الشيوعية، وهو ما رفضه المسلمون بشراسة أوقعتهم ضحايا لفرق الموت التابعة للخمير الحمر التي أبادت أكثر من (750) ألف مسلم، فضلاً عن تدمير مساكنهم، وإزالة مساجدهم من على الأرض.


ولم تختلف الأوضاع كثيرًا عند سقوط هذا النظام، ووصول (هون سين) إلى سدة السلطة، حيث تبنت حكومته نفس النهج الإلحادي المعادي للإسلام، غير أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة أجبرت (هون سين) على تخفيف قبضته على السلطة وإجراء تعديلات دستورية بحيث يعطي حقوقًا للأقليات ومنهم المسلمون، وهو ما أتاح للمسلمين فتح مساجدهم وأداء الصلاة بصورة علنية لأول مرة منذ عقود، وأعيد افتتاح الكتاتيب والمدارس الإسلامية التي تم بناؤها بدعم من دول الخليج كالسعودية والكويت والإمارات في العاصمة فنوم بنه، والعديد من المدن الشمالية للبلاد التي يشكل المسلمون نسبة كبيرة من سكانها.