
ضربت هزة أرضية جديدة إقليم "سيشوان" في جنوب غربي الصين اليوم الثلاثاء، وذلك قبل ثلاثة أيام من انطلاق دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها العاصمة بكين، وتزامن ذلك مع إعلان السلطات الصينية اعتقال 18 "أجنبيا" في منطقة "شينجيانج" ذات الأغلبية المسلمة.
وقال مركز المسح الجيولوجي الأمريكي إن قوة الهزة بلغت 6.0 درجات بمقياس ريختر. وتأتي الهزة الجديدة فيما لم يتعاف الإقليم من هزة قوية ضربته في مايو الماضي بلغت قوتها 7.9 درجة. وقدرت السلطات الصينية آنذاك أن حصيلة قتلى الزلزال المدمر بنحو 80 ألف قتيل، إلى جانب تشريد أكثر من 5 ملايين أصبحوا دون مأوى.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات الصينية اعتقال 18 "أجنبيا" في منطقة "شينجيانج" ذات الأغلبية المسلمة، عقب الهجوم الذي لأودى بحياة 16 من رجال الشرطة في إقليم "زينجيانج" غربي الصين أمس.
وكانت وسائل الإعلام الصينية قد حملت من وصفتهم بـ "انفصاليين إسلاميين" مسؤولية الهجوم الذي نفذه رجلان يستقلان شاحنة لنقل النفايات قاما بإلقاء قنابل يدوية على مجموعة من رجال الشرطة، وقاما بعدها بمهاجمتهم بالسكاكين.
وتقول وكالة "شينخوا" الصينية الرسمية للأنباء إن قوات الأمن ألقت القبض على المهاجمين بالقرب من مدينة "كاشجار" الواقعة في إقليم "زينجيانج" بالقرب من الحدود مع طاجيكستان على مسافة 4000 كيلومتر من بكين.
وكان أحد كبار الضباط في الجيش الصيني قد زعم في الأسبوع الماضي بأن من وصفهم بـ "الانفصاليين الإسلاميين" يشكلون أكبر تهديد للأولمبياد. وقال العقيد تيان ييزيانج، الملحق بمركز قيادة أمن الأولمبياد للصحفيين إن "أكبر مصدر تهديد للدورة يتمثل في "منظمة شرقي تركستان"، وهو التعبير الذي تستخدمه الحكومة الصينية للإشارة إلى المقاومين الإسلاميين في إقليم "زينجيانج".
وقالت جماعة تطلق على نفسها اسم "حزب تركستان الإسلامي" الشهر الماضي إنها نفذت هجمات على حافلات في مدينة شنغهاي وإقليم يونان، أدت إلى مقتل خمسة أشخاص. لكن السلطات الصينية نفت آنذاك أن تكون هذه الحوادث "أعمالا إرهابية". ونشر حزب تركستان الإسلامي مؤخرا شريطا مصورا بعنوان (جهادنا المقدس في يونان) أكد فيه زعيم الجماعة - واسمه القائد سيف الله - المسؤولية عن عدة هجمات، وهدد باستهداف الأولمبياد. وأضاف: "لقد تجاهل الصينيون تحذيراتنا بكل غرور، ولذا فقد باشر متطوعو حزب تركستان الإسلامي في تنفيذ العمليات".
يذكر أن إقليم "زينجيانج" الواقع شمال غربي الصين يعتبر موطن شعب "الاويغور" المسلم الذي يتعرض لحملة قمع من السلطات الشيوعية الصينية.
وعلى مدى الشهور الستة الماضية، أعلنت السلطات الصينية أنها اعتقلت 82 شخصا في منطقة "شينجيانغ إيغور،" التي يعيش فيها أكثر من ثمانية ملايين مسلم ناطقين باحدى اللهجات التركية، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الصينية الرسمية عن رئيس جهاز الأمن العمومي في عاصمة الإقليم أورومكي، شن زهوانغوي.
وزعمت السلطات الصينية في أواخر الشهر الماضي، أن أجهزة الأمن تمكنت من "إحباط مؤامرة دولية"، تتضمن شن هجمات تستهدف "أولمبياد بكين 2008"، في مدينة شنغهاي.
ويرى مراقبون أن السلطات الصينية تبالغ في إظهار مدى التهديد الذي يتعلق بالأولمبياد بهدف اسكات أي احتجاج لمعارضيها، وأن أجهزة استخباراتها قد تكون هي التي دبرت عددا من الهجمات الأخيرة أو ضخمت الأنباء الواردة عنها لاتخاذها ذريعة للبطش بالأقلية المسلمة التي تعيش في الصين وإسكات الأصوات المطالبة بالاستقلال بين صفوفها.