أنت هنا

28 رجب 1429
المسلم-وكالات:

أعلن القاضي البلجيكي سيرج برامريتس، المدعي العام الأول في محكمة جرائم الحرب الدولية، أن رادوفان كاراجيتش، الزعيم السابق لصرب البوسنة، والمسؤول عن قتل وتشريد عشرات الآلاف من المسلمين سيمثُل أمام المحكمة في لاهاي اليوم الخميس.

وأضاف برامريتس أن كاراجيتش سيمثُل أمام المحكمة الجنائية الدولية في تمام الساعة الرابعة مساء بالتوقيت المحلي لهولندا (الثانية بعد الظهر بتوقيت جرينيتش) لكي يستمع إلى التهم التي ستوجه إليه.

وكانت السلطات الصربية كانت قد قامت بتسليم كاراجيتش صباح أمس الأربعاء إلى المحكمة الدولية في لاهاي وذلك بعد ان كانت قد رحَّلته عن صربيا على متن طائرة قُبيل طلوع الفجر. وفور وصوله إلى مطار روتردام بهولندا، نُقل كاراجيتش إلى مركز الاعتقال في مقر المحكمة التابعة للأمم المتحدة في لاهاي.  

وجاء تسليم كاراجيتش بُعيد ساعات فقط من اندلاع مواجهات أُصيب خلالها أكثر من 40 شخصا، معظمهم من عناصر الشرطة، خلال حشد حضره أكثر من 10 آلاف شخص من أنصاره في بلجراد تظاهروا احتجاجا على قيام السلطات الصربية باعتقاله.

وكانت الرئاسة الصربية قد أعلنت عشية الاجتماع المقرر لمناقشة انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، وفي وفاء لأحد أهم الشروط التي حددها الاتحاد لذلك، اعتقال زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراجيتش المختفي منذ 1996 والمسؤول عن قتل وتشريد عشرات الآلاف من المسلمين.

وقد رحب الاتحاد الأوروبي على لسان كل من مسؤول سياسته الخارجية خافيير سولانا ومفوضه للشؤون الخارجية مانويل باروسو ومفوضه لتوسيع الاتحاد أولي رين باعتقال كراجيتش كخطوة مهمة لصربيا على طريق الانضمام للاتحاد .

ومن الجدير بالذكر أن رادوفان كراجيتش زعيما لصرب البوسنة أثناء الحرب الهمجية التي استهدفت الوجود الإسلامي في البوسنة وإجهاض قيام دولة إسلامية في قلب أوروبا، التي دارت رحاها بين سنتي 1992 و1995 . وجاء اعتقاله بعد نحو 13 عاما قضاها فارا بعد أن اتهمته المحكمة الدولية الخاصة التي تنظر بجرائم الحرب التي وقعت خلال حرب البوسنة أوائل تسعينيات القرن الماضي، بالمسؤولية عن قتل ما لا يقل عن 7500 مسلم كلهم من الشبان والرجال في سريبرينيتشا عام 1995، كما يتهم كراجيتش بقصف مدينة ساراييفو وباستعمال ما لا يقل عن 280 من رجال حفظ السلام التابعين للامم المتحدة كدروع بشرية.

ومنذ اتفاقية دايتون التي أنهت حرب البوسنة والتي وقعت في فرنسا وبعدها في الولايات المتحدة عام 1995، فر كراجيتش، بعد أن أجبر على الاستقالة من منصبه الرئاسي عام 1996، ويعتقد بأنه اختبأ في منطقة جبلية جنوب شرقي البوسنة واستمرت بعض الميليشيات في حمايته.

 وكانت أولى المحاولات العلنية لاعتقاله في عام 2002. إلا أن المحاولات هدأت، ولكن، في عام 2005، تاريخ استسلام بعض الجنرالات الذين رافقوا كراجيتش، بث التلفزيون المحلي شريطا مصورا يظهر جنود كراديتش يطلقون النار على معتقلين مسلمين عزل، وأثار ذلك ردود فعل كثيرة في صربيا وفي العالم.

وخلال الفترة التي سبقت عام 2002 تعرض الناتو لانتقادات شديدة من قبل وسائل الإعلام الدولية باتباع سياسية ناعمة إزاء كراجيتش من خلال عدم اعتقاله، لكن الناتو كان يقول ان الاعتقال ليس من صلاحياته بل من صلاحيات السلطات المحلية.