
قامت السلطات الصربية بترحيل زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش، والمسؤول عن قتل وتشريد عشرات الآلاف من المسلمين، إلى محكمة جرائم الحرب في لاهاي، بعد ساعات من وقوع اشتباكات بين قوات الشرطة في بلجراد ومتظاهرين مناصرين لكاراجيتش، احتجاجاً على إجراءات تسليمه.
وقالت وسائل إعلام صربية إن قافلة غادرت قاعة محكمة في بلجراد كان يحتجز بها كاراجيتش منذ اعتقاله قبل أيام. وأفادت الأنباء أنه جري نقله على متن طائرة خاصة إلى هولندا.
جاء ذلك بعد ساعات من وقوع اشتباكات بين قوات الشرطة الصربية ومتظاهرين مناصرين لكاراجيتش، احتجاجاً على اجراءات تسليمه لمحكمة جرائم الحرب الدولية ليوغسلافيا السابقة.
وكان الحزب الراديكالي الصربي اليميني المتطرف، قد نظم مظاهرة حاشدة مساء أمس الثلاثاء، اشترك فيها نحو 1500 من أنصار كاراجيتش من جميع أنحاء صربيا والبوسنة لمنع تسليمه إلى محكمة الأمم المتحدة الخاصة بجرائم الحرب.
وتعتبر هذه المظاهرة الأولى من نوعها منذ اعتقال كاراجيتش، حيث ألقى المتظاهرون مواد حارقة على قوات الشرطة. وقد استخدمت الشرطة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع بعد أن حاول 100 متظاهر اختراق الجدار الأمني، لكن التقارير تحدثت عن هدوء المظاهرة فيما بعد. وأفادت التقارير بوقوع العديد من الاصابات في هذه الاشتباكات.
من جهة أخرى، أعرب رئيس الوزراء الصربي ميركو سفيتكوفيتش في تصريحاتٍ له عن اعتقاده بأن اعتقال الجنرال راتكو ملاديتش، حليف زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراجيتش والمتهم بارتكاب جرائم حرب "سيحصل قريباً". مشيراً إلى أنها "لم تعد مسألة سياسية بل فنية".
وكانت الرئاسة الصربية قد أعلنت عشية الاجتماع المقرر لمناقشة انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، وفي وفاء لأحد أهم الشروط التي حددها الاتحاد لذلك، اعتقال زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراجيتش المختفي منذ 1996 والمسؤول عن قتل وتشريد عشرات الآلاف من المسلمين.
وقد رحب الاتحاد الأوروبي على لسان كل من مسؤول سياسته الخارجية خافيير سولانا ومفوضه للشؤون الخارجية مانويل باروسو ومفوضه لتوسيع الاتحاد أولي رين باعتقال كراجيتش كخطوة مهمة لصربيا على طريق الانضمام للاتحاد .
ومن الجدير بالذكر أن رادوفان كراجيتش زعيما لصرب البوسنة أثناء الحرب الهمجية التي استهدفت الوجود الإسلامي في البوسنة وإجهاض قيام دولة إسلامية في قلب أوروبا، التي دارت رحاها بين سنتي 1992 و1995 . وجاء اعتقاله بعد نحو 13 عاما قضاها فارا بعد أن اتهمته المحكمة الدولية الخاصة التي تنظر بجرائم الحرب التي وقعت خلال حرب البوسنة أوائل تسعينيات القرن الماضي، بالمسؤولية عن قتل ما لا يقل عن 7500 مسلم كلهم من الشبان والرجال في سريبرينيتشا عام 1995، كما يتهم كراجيتش بقصف مدينة ساراييفو وباستعمال ما لا يقل عن 280 من رجال حفظ السلام التابعين للامم المتحدة كدروع بشرية.
ومنذ اتفاقية دايتون التي أنهت حرب البوسنة والتي وقعت في فرنسا وبعدها في الولايات المتحدة عام 1995، فر كراجيتش، بعد أن أجبر على الاستقالة من منصبه الرئاسي عام 1996، ويعتقد بأنه اختبأ في منطقة جبلية جنوب شرقي البوسنة واستمرت بعض الميليشيات في حمايته.
وكانت أولى المحاولات العلنية لاعتقاله في عام 2002. إلا أن المحاولات هدأت، ولكن، في عام 2005، تاريخ استسلام بعض الجنرالات الذين رافقوا كراجيتش، بث التلفزيون المحلي شريطا مصورا يظهر جنود كراديتش يطلقون النار على معتقلين مسلمين عزل، وأثار ذلك ردود فعل كثيرة في صربيا وفي العالم.
وخلال الفترة التي سبقت عام 2002 تعرض الناتو لانتقادات شديدة من قبل وسائل الإعلام الدولية باتباع سياسية ناعمة إزاء كراجيتش من خلال عدم اعتقاله، لكن الناتو كان يقول ان الاعتقال ليس من صلاحياته بل من صلاحيات السلطات المحلية.