أنت هنا

26 رجب 1429
المسلم-وكالات:

تسود العاصمة الصربية بلجراد مشاعر الخوف من اندلاع أعمال عنف في الشوارع، اليوم الثلاثاء، بعدما أعلن المتطرفون القوميون الصرب أنهم سيحاولون منع تسليم كاراجيتش للمحكمة الدولية بالقوة.

وكان الحزب الراديكالي الصربي اليميني المتطرف، قد أعلن أنه سينظم مظاهرة حاشدة مساء اليوم الثلاثاء، يشترك فيها أكبر عدد ممكن من أنصار كاراجيتش من جميع أنحاء صربيا والبوسنة لمنع تسليمه إلى محكمة الأمم المتحدة الخاصة بجرائم الحرب.

 

من جهته، توقع سفيتوزار فوجاجيتش، محامي الزعيم السابق لصرب البوسنة المعتقل رادوفان كاراجيتش، أن يتم تسليمه إلى محكمة الأمم المتحدة الخاصة بجرائم الحرب، غدا. وأضاف فوجاجيتش أنه كان قد بعث في آخر مهلة يوم الجمعة الماضي برسالة بالبريد إلى الحكومة يناشدها فيها بتأجيل تسليم كراجتش إلى المحكمة الدولية الخاصة بجرائم الحرب في لاهاي بهولندا، وذلك فقط حتى نهاية المظاهرة الاحتجاجية المقررة مساء اليوم الثلاثاء، لكنه لم يتلق ردا على طلبه.

من جهة أخرى، أعرب رئيس الوزراء الصربي ميركو سفيتكوفيتش في تصريحاتٍ له عن اعتقاده بأن اعتقال الجنرال راتكو ملاديتش، حليف زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراجيتش والمتهم بارتكاب جرائم حرب "سيحصل قريباً". مشيراً إلى أنها "لم تعد مسألة سياسية بل فنية".

وكانت الرئاسة الصربية قد أعلنت عشية الاجتماع المقرر لمناقشة انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، وفي وفاء لأحد أهم الشروط التي حددها الاتحاد لذلك، اعتقال زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراجيتش المختفي منذ 1996 والمسؤول عن قتل وتشريد عشرات الآلاف من المسلمين.

وقد رحب الاتحاد الأوروبي على لسان كل من مسؤول سياسته الخارجية خافيير سولانا ومفوضه للشؤون الخارجية مانويل باروسو ومفوضه لتوسيع الاتحاد أولي رين باعتقال كراجيتش كخطوة مهمة لصربيا على طريق الانضمام للاتحاد .

ومن الجدير بالذكر أن رادوفان كراجيتش زعيما لصرب البوسنة أثناء الحرب الهمجية التي استهدفت الوجود الإسلامي في البوسنة وإجهاض قيام دولة إسلامية في قلب أوروبا، التي دارت رحاها بين سنتي 1992 و1995 . وجاء اعتقاله بعد نحو 13 عاما قضاها فارا بعد أن اتهمته المحكمة الدولية الخاصة التي تنظر بجرائم الحرب التي وقعت خلال حرب البوسنة أوائل تسعينيات القرن الماضي، بالمسؤولية عن قتل ما لا يقل عن 7500 مسلم كلهم من الشبان والرجال في سريبرينيتشا عام 1995، كما يتهم كراجيتش بقصف مدينة ساراييفو وباستعمال ما لا يقل عن 280 من رجال حفظ السلام التابعين للامم المتحدة كدروع بشرية.

ومنذ اتفاقية دايتون التي أنهت حرب البوسنة والتي وقعت في فرنسا وبعدها في الولايات المتحدة عام 1995، فر كراجيتش، بعد أن أجبر على الاستقالة من منصبه الرئاسي عام 1996، ويعتقد بأنه اختبأ في منطقة جبلية جنوب شرقي البوسنة واستمرت بعض الميليشيات في حمايته.

 وكانت أولى المحاولات العلنية لاعتقاله في عام 2002. إلا أن المحاولات هدأت، ولكن، في عام 2005، تاريخ استسلام بعض الجنرالات الذين رافقوا كراجيتش، بث التلفزيون المحلي شريطا مصورا يظهر جنود كراديتش يطلقون النار على معتقلين مسلمين عزل، وأثار ذلك ردود فعل كثيرة في صربيا وفي العالم.

وخلال الفترة التي سبقت عام 2002 تعرض الناتو لانتقادات شديدة من قبل وسائل الإعلام الدولية باتباع سياسية ناعمة إزاء كراجيتش من خلال عدم اعتقاله، لكن الناتو كان يقول ان الاعتقال ليس من صلاحياته بل من صلاحيات السلطات المحلية.