23 رجب 1429
المسلم - وكالات

صرح الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني بسام الصالحي بأن الانفجار الذي شهدته غزة أمس الجمعة وأسفر عن مقتل ستة فلسطينيين، قد أسهم في "رفع وتيرة الاحتقان الداخلي"، وأبعد الطرفين عن امكانية بدء حوار.
ونقلت وكالة الفرانس برس عن الصالحي قوله: "إن هذا الانفجار وتداعياته يرفع من وتيرة الاحتقان الداخلي ويزيد من حدة الأزمة وتداعياتها المختلفة مما يسهم في إبعاد الطرفين مجددًا عن إمكانية الحوار".
وكانت عبوة ناسفة قد انفجرت أمس على جانب الطريق عند شاطيء غزة، ما أدى لمقتل خمسة من عناصر كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، إضافة إلى طفلة في الخامسة من عمرها.
وفي الوقت الذي نفت فيه حركة فتح أي علاقة لها بهذا الانفجار، واعتبرته نتيجة لخلافات داخلية في حركة حماس، اتهمت حركة حماس قيادة فتح بالوقوف وراء التفجير، متوعدة بالقصاص من منفذيه.
واعتبرت حماس ما نقلته قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس السبت، عن تلفزيون فلسطين التابع للسلطة الفلسطينية من مشاهد لآثار الانفجار مقرونة بأناشيد فتحاوية، أنه دليل على ضلوع السلطة الفلسطينية التي تدير تلفزيون فلسطين في عملية التفجير.
وأكد خليل الحية، أحد قياديي حركة حماس، في كلمة ألقاها أمام آلاف المشيعيين في جنازة القتلى الستة، وقوف فتح وراء العملية، مستشهدًا بعدم إدانة قيادات فتح للحادثة وقال: "لذلك نتهم قيادتهم قبل عناصرهم".
وأعلنت حركة فتح أن الشرطة الفلسطينية في حكومة هنية اعتقلت اليوم السبت أكثر من مائة من أعضائها وكوادرها في قطاع غزة، إضافة إلى مداهمة أكثر من أربعين مؤسسة تابعة لحركة فتح.
وقالت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية خالدة جرار بان هذا الانفجار "يسهم في تصعيد حالة التوتر والاحتقان ما بين الحركتين".
واعتبرت جرار أن ردة الفعل التي أعقبت الانفجار، خصوصًا في وسائل الإعلام التابعة للطرفين، "تسهم أيضًا في نقل التصعيد ما بين الحركتين إلى المجتمع وتعطي فرصة لأطراف ثالثة للدفع باتجاه تصعيد آخر".
وقالت جرار: "يجب على الطرفين في هذه المرحلة ضبط النفس، وعدم التعامل بردات فعل، بل التحقيق بشكل شفاف وواضح لمعرفة الذين يقفون وراء هذا الانفجار".
واعتبر محللون ان توقيت الانفجار "يشير إلى رغبة القائمين عليه لنسف أي إمكانية للحوار ما بين الطرفين، خصوصًا في ظل الحديث عن عدم إحراز أي تقدم في المفاوضات السياسية".
وقال الكاتب والمحلل السياسي خليل شاهين: "هناك من يعرف أنه وبعد شهرين أو ثلاثة (موعد الانتخابات الأمريكية)، ستتوقف المفاوضات بين الجانبين "الإسرائيلي" والفلسطيني، ولن يكون أمام الفلسطينيين سوى التوجه للحوار الداخلي".
وتابع شاهين: "بالتالي فإن هذا الانفجار إنما هو بمثابة بطاقة حمراء للحوار، كي تعود دوامة الانتقام وردود الفعل ما بين الطرفين التي تشابه إلى حد بعيد الطريقة "الإسرائيلية"".