
بدأ الجيش اللبناني، اليوم السبت، في الانتشار في منطقتي باب التبانة وجبل محسن بمدينة طرابلس شمالي لبنان بعد يومين من الاشتباكات الطائفية الدامية التي شهدتها هاتين المنطقتين وخلفت عددًا من القتلى والجرحى.
وبحسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء فإن الجيش شرع بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي في عملية تمشيط ونصب للحواجز للتأكد من خلو الشارع الرئيسي الرابط بين المنطقتين من أي متفجرات، حيث تعرضت قوات الجيش لإطلاق نار عند بدء الانتشار وردت على مصادر النيران.
واتخذ الجنود اللبنانيون داخل مركباتهم المصفحة مواقع بين مناطق سنية وعلوية في المدينة سعيًا لوقف الاشتباكات التي أدت إلى إصابة 68 شخصًا على الأقل وأجبرت السكان على النزوح من منازلهم.
وحضر قادة الجيش اللبناني القائمين على تنفيذ هذه العملية إلى غرفة للعمليات العسكرية أنشئت لإدارة هذه العملية في طرابلس وذلك بعد اجتماع مطول عقده وزير الداخلية اللبناني الليلة الماضية مع القوى الأمنية في المدينة.
وذكرت وكالات الأنباء نقلاً عن مصادر أمنية وطبية أن حصيلة اشتباكات منطقتي باب التبانة -ذات الأغلبية السنية- وجبل محسن –الذي تقطنه أغلبية من الطائفة العلوية- قد وصلت إلى تسعة قتلى وأكثر من أربعين جريحًا.
وأبدى مفتي طرابلس والشمال، الشيخ مالك الشعار، استغرابه من عدم تدخل الجيش اللبناني بشكل فوري منذ وقوع الاشتباكات، مشيرًا إلى سرعة تدخله في مخيم نهر البارد وحصاره للمخيم وقضائه على أنصار شاكر العبسي هناك .
واتهم الشعار "أيادي خارجية" بافتعال الاشتباكات بين الطرفين، لافتًا إلى أن القوى الأمنية تعرف من هي الجهة الخارجية "بعد اعتقالها أشخاصًا من خارج مدينة طرابلس متورطين في افتعال الأحداث".