
أصدر القضاء الصربي أمرا بتسليم رادوفان كاراديتش، زعيم صرب البوسنة السابق والمسؤول عن قتل وتشريد عشرات الآلاف من المسلمين، إلى المحكمة الدولية في لاهاي لمحاكمته عن جرائم الحرب التي ارتكبها، وفقا لما ذكره فلاديمير فوكسيفك، المدعي العام في صربيا.
لكن فوكسيفك قال: إن قاضي التحقيق أعطى مهلة ثلاثة أيام ليقرر ما إذا كانت الظروف الملائمة لتسليم كاراديتش قد توفرت أم لا، ثم تـُتاح مهلة ثلاثة أيام لكراديتش للاستئناف، ويكون أمام المحكمة ثلاثة أيام أخرى للبت في طلب الاستئناف.
وكانت السلطات في صربيا قد كشفت أمس تفاصيل اعتقال كاراديتش ونشرت صورة له يبدو فيها بلحية طويلة وشعر غزير وهو يرتدي نظارة كبيرة الحجم، وأشارت إلى أنه كان يعمل في عيادة صحية ويعيش في العاصمة بلجراد.
وكانت الرئاسة الصربية قد أعلنت عشية الاجتماع المقرر لمناقشة انضمام صربيا إلى الاتحاد الأوروبي، وفي وفاء لأحد أهم الشروط التي حددها الاتحاد لذلك، أمس، اعتقال زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كراديتش المختفي منذ 1996 والمسؤول عن قتل وتشريد عشرات الآلاف من المسلمين.
وكان رادوفان كراديتش زعيما لصرب البوسنة أثناء الحرب الهمجية التي استهدفت الوجود الإسلامي في البوسنة وإجهاض قيام دولة إسلامية في قلب أوروبا، التي دارت رحاها بين سنتي 1992 و1995 . وجاء اعتقاله بعد نحو 13 عاما قضاها فارا بعد أن اتهمته المحكمة الدولية الخاصة التي تنظر بجرائم الحرب التي وقعت خلال حرب البوسنة أوائل تسعينيات القرن الماضي، بالمسؤولية عن قتل ما لا يقل عن 7500 مسلم كلهم من الشبان والرجال في سريبرينيتشا عام 1995، كما يتهم كراديتش بقصف مدينة ساراييفو وباستعمال ما لا يقل عن 280 من رجال حفظ السلام التابعين للامم المتحدة كدروع بشرية.
ومنذ اتفاقية دايتون التي أنهت حرب البوسنة والتي وقعت في فرنسا وبعدها في الولايات المتحدة عام 1995، فر كراديتش، بعد أن أجبر على الاستقالة من منصبه الرئاسي عام 1996، ويعتقد بأنه اختبأ في منطقة جبلية جنوب شرقي البوسنة واستمرت بعض الميليشيات في حمايته.
وكانت أولى المحاولات العلنية لاعتقاله في عام 2002. إلا أن المحاولات هدأت، ولكن، في عام 2005، تاريخ استسلام بعض الجنرالات الذين رافقوا كراديتش، بث التلفزيون المحلي شريطا مصورا يظهر جنود كراديتش يطلقون النار على معتقلين مسلمين عزل، وأثار ذلك ردود فعل كثيرة في صربيا وفي العالم.
وخلال الفترة التي سبقت عام 2002 تعرض الناتو لانتقادات شديدة من قبل وسائل الإعلام الدولية باتباع سياسية ناعمة إزاء كراديتش من خلال عدم اعتقاله، لكن الناتو كان يقول ان الاعتقال ليس من صلاحياته بل من صلاحيات السلطات المحلية.
وبعد فشل عدة محاولات لحلف شمال الأطلسي "الناتو" في اعتقال الزعيم الصربي السابق رادوفان كراديتش، وبعد ضغط دولي كبير على السلطات الصربية، أعلن أول من أمس عن اعتقاله على يد السلطات الصربية، في خطوة يعتقد بأن السبب الرئيسي فيها هو تسهيل انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي، بعد أن كان اعتقاله وتسليمه لمحكمة لاهاي أحد الشروط المفروضة على صربيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وقد رحب الاتحاد الأوروبي على لسان كل من مسؤول سياسته الخارجية خافيير سولانا ومفوضه للشؤون الخارجية مانويل باروسو ومفوضه لتوسيع الاتحاد أولي رين باعتقال كراديتش كخطوة مهمة لصربيا على طريق الانضمام للاتحاد ولتحقيق المصالحة الدائمة غربي البلقان.