أنت هنا

19 رجب 1429
المسلم - وكالات
طالب السفير السودانى بالقاهرة، إدريس سليمان، العرب بالوقوف مع السودان فى مأزقه الراهن، والمتمثل في الاتهامات الموجهة من المحكمة الجنائية الدولية للرئيس السوداني عمر البشير، متوقعا قيام بعض الأطراف الغربية بأعمال رعناء ضد السودان.
وأكد السفير على رفض الخرطوم للقرار جملة وتفصيلا، مشيرًا إلى قلق العديد من المنظمات السودانية بشأن قرار المحكمة الجنائية، فضلاً عن الأحزاب وسائر فئات المجتمع المدنى، إذ لا يقبل الجميع مثول البشير أمام محكمة مشكوك فى نياتها ومصداقيتها.
ووصف سليمان القرار بأنه قنبلة نووية ألقيت على القارة بهدف تمزيقها وإشعال الصراعات بين أبنائها.
وأكد السفير السوداني أن الاتحاد الإفريقى قد أوضح في بيان له أن أزمة دارفور كانت فى طريقها إلى الحل السلمي، خاصة وأن الحكومة السودانية أبدت مرونة كبيرة خلال الفترة الماضية، في إشارة منه إلى أن قرار المحكمة الدولية جاء لقطع الطريق أمام إنهاء الأزمة.
وصرح السفير بأن الدول الكبرى كانت تعلم تمامًا أن أزمة دارفور قاربت على الحل؛ وذلك بعد نجاح مساعى المبعوثين الذين أرسلهم الاتحاد الإفريقى مؤخرًا، مشيرً إلى أن الإدارة الأمريكية ما زالت تنفذ إستراتيجية "الفوضى الخلاقة" .
وأشار السفير أيضًا إلى أن تجمع دول الساحل والصحراء قد أصدر بيانًا يرفض القرار، ويؤكد أنه صدر عن هوى الدول الكبرى ضد مصالح الدول الصغرى، وأنه قرار غير متوازن.
وأوضح السفير السوداني أن الدول الغربية تسعى الآن لمحاكمة كل الذين يرفضون سياستها وهذا ليس بالأمر الهين لأنه سوف يفتح المجال لسيناريو اعتقال رؤساء الدول الرافضة لسياسات الغرب. وهو ما يعنى نشر الفوضى وتفتيت البلدان سواء السودان أو غيرها.
وبين أن موقع السودان وتوسطه للقارة الإفريقية إلى جانب تمتعه بثروات هائلة من حيث الأرض والماء والمساحة، إلى جانب النفط والثروات المعدنية، الأمر الذي يؤهله للصدارة لو اتحد وهو ما لا يريده الأمريكان وحلفاءهم .

وأكد السفير سليمان على أن الرئيس البشير لم يكن البادئ بإعلان الحرب على قبائل دارفور، مشيرًا إلى وجود إمدادات عسكرية وتمويلاً كان يدخل لدارفور من أجل زيادة المعارك والتقاتل بين القبائل والفصائل. في ذات الوقت الذى سعى فيه البشير بالتهدئة ومنع زيادة رقعة المعارك، بينما كانت الجماعات والفصائل المسلحة هناك تذكى الفتنة وتزرع الكراهية فى الإقليم وتقبض ملايين الدولارات لقاء ذلك.
وقلل سليمان من الحظر المفروض على السودان منذ سنوات، موضحًا أن السودان تمكن في ظل هذا الحظر من أن ينمو بمعدلات ما بين 11 إلى 13 %، مؤكدًا على أن هذا الحظر لا يمكن تطبيقه فعليًا على السودان لأنه يملك الغذاء والبترول، مشيرًا إلى ما أعلنته منظمة الفاو من كون الأرض الصالحة للزراعة لدى السودان تكفي ربع سكان العالم، إضافة إلى الاستثمارات العربية التي بدأت تتدفق على المشروعات الزراعية، إضافة للاستثمارات الهندية والصينية واليابانية.
وصرح سليمان بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان قد أعلنت عن كامل تضامنها ورفضها لقرار المحكمة وأنها مع الرئيس البشير فيما يراه ويتخذه من قرار، موضحًا أن الإطاحة بالبشير ليست من مصلحة الحركة؛ إذ المعاهدات التى تمت بينها وبين الحكم المركزى فى السودان كان البشير طرفها الرئيسى ولولاه ما تمكنت الحركة من المشاركة فى الحكم.