أنت هنا

11 رجب 1429
المسلم-متابعات:

 

 

في سابقة هي الأولى من نوعها تطال رئيس دولة لا يزال يمارس مهامه، طالب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو دي كامبو، اليوم الاثنين، باعتقال الرئيس السوداني عمر البشير بزعم ارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور.

وزعم الادعاء في مذكرته أن "قوات وعملاء" تحت قيادة البشير قتلت ما لا يقل عن 35 ألف مدني كما تسببت في "موت بطيء" لما يتراوح بين 80 و265 ألفا شردهم القتال.

وبعد أن تقدم المدعي العام بطلبه، سيكون على القضاة اتخاذ قرار بشأنه في غضون ستة أسابيع.

وصف الرئيس السوداني عمر حسن البشير المساعي التي يقوم بها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو اليوم لتقديم مذكرة ضده بأنها خطوة كيدية وأن الرد الحاسم عليها هو مزيد من الاستمرار فى برامج التنمية في البلاد.

من جهتها، قررت الحكومة السودانية عدم الاعتراف بالمحكمة الجنائية الدولية وبأي قرارات أو مذكرات توقيف تصدر عنها. وفي مؤتمر صحفي عقب انتهاء اجتماع الحكومة برئاسة الرئيس عمر البشير، قال وزير الإعلام الزهاوي إبراهيم مالك: إن الحكومة أقرت خططا سيُعلن عنا في حال قررت المحكمة إصدار مذكرة توقيف بحق البشير. وأضاف مالك أن الحكومة أكدت على أن قضية دارفور هي شأن داخلي وسيتم حلها بالطرق السلمية.

وكان آلاف السودانيين قد تظاهروا أمس في العاصمة الخرطوم تأييدا للرئيس عمر البشير، وذلك عقب التقارير التي تحدثت عن احتمال قيام محكمة جرائم الحرب الدولية باصدار مذكرة إلقاء قبض بحقه.

ومن جهة أخرى قال مسؤولون سودانيون إن الخرطوم ستطلب على الأرجح دعما صينياً وروسياً وأفريقياً في الأمم المتحدة للمساعدة على منع إصدار أي أمر باعتقال البشير، كما تعول الخرطوم على تأييد الجامعة العربية خلال اجتماع طارئ لمناقشة الأزمة لم يتحدد موعده بعد. وكان الاتحاد الإفريقي قد عبر في وقت سابق عن قلقه ازاء احتمال توجيه تهم بارتكاب جرائم حرب الى كبار مسؤولي الحكومة السودانية، كما أعربت منظمة المؤتمر الإسلامي عن "قلقها البالغ" من احتمال ملاحقة المحكمة الجنائية الدولية للقادة السودانيين، بمن فيهم الرئيس البشير بتهمة ارتكاب جرائم في دارفور.

وحذر الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو "من التداعيات الخطيرة التي يمكن أن يؤدي إليها مثل هذا التحرك الذي يأتي في توقيت بالغ الحساسية من شأنه أن يهدد السلام الهش في دارفور".

وأعرب إحسان أوغلو عن "اندهاشه من صمت المحكمة الجنائية الدولية في مناسبات عديدة إزاء جرائم فظيعة ارتكبت في أنحاء مختلفة من العالم وعلى نحو صارخ في منطقة الشرق الأوسط".