أنت هنا

9 رجب 1429
المسلم - وكالات
أعلن متحدث باسم الجيش الباكستاني عن تقديم إسلام أباد لاحتجاج شديد اللهجة للولايات المتحدة الأمريكية بسبب هجوم بقذائف المورتر شنته بعض وحدات جيشها على المناطق الحدودية مع أفغانستان أدى لإصابة ستة من جنودها .
وبحسب رويترز فقد سقطت ست قذائف مورتر أطلقتها وحدات أمريكية عبر الحدود الباكستانية الأفغانية بالقرب من موقع باكستاني يوم الخميس الماضي في إقليم وزيرستان القبائلي .
وقال المتحدث باسم الجيش الباكستاني: "قواتنا ردت بإطلاق النيران على الفور"، مضيفًا: أن ستة من أفراد قوات الأمن الباكستانية أصيبوا كما وردت أنباء عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في أفغانستان.
وبالجهة المقابلة ادعى مسؤول مخابراتي أمس الجمعة أن إطلاق النيران من أفغانستان بدأ بعد أن هاجمت عناصر من طالبان قاعدة للقوات الاحتلالية على الجانب الأفغاني من الحدود، مشيرًا إلى إصابة مدنيين أيضًا بسبب إطلاق النيران.
يشار إلى أن هناك توترات شديدة بين الجارتين باكستان وأفغانستان، حيث تشكو كل منهما الأخرى بأنها السبب في العنف لديها، حيث ترى أفغانستان أن سياسة المهادنة التي انتهجتها الحكومة الباكستانية مع زعماء القبائل العشائرية في المناطق الحدودية، أحد العوامل الرئيسة في تدهور الأمن في أفغانستان.
وكانت الحكومة الباكستانية الجديدة التي جاءت للسلطة في مارس الماضي قد أجرت محادثات سلام من خلال شيوخ القبائل مع بيت الله محسود زعيم طالبان باكستان في وزيرستان، إلا أن الأخير جمدها الشهر الماضي بعد أن شنت قوات الأمن الباكستانية حملة في المنطقة القبلية.
ومن جهة أخرى طمأن وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي، واشنطن أثناء زيارته لها أمس الجمعة بأن بلاده تفعل كل ما في وسعها لقتال العناصر المقاومة على الحدود مع أفغانستان، موضحًا أن باكستان لن تقبل بتدخل أمريكي هناك.
وأكد قريشي لنظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس أن من مصلحة البلدين أن تكون علاقتهما "أكثراستقرارًا" وألا تقوم فحسب على التعاون الأمني .
وأضاف قريشي: "باكستان تفعل كل ما هو ممكن، وأنها تفعل ذلك من أجل مصلحتها الشخصية" موضحًا أن بلاده تريد "أجواءًا مستقرة في تلك المنطقة" .
وتعتبر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن ملاذات المسلحين في باكستان هي أكبر تهديد للأمن الأفغاني، وهو ما عارضه قريشي بشدة، وقال: "من الأسهل التهرب من المسؤولية ولكن يجب على الحكومة الأفغانية أن تتخذ خطوات أيضًا" .
وكان بعض ساسة أمريكا قد صرحوا بأنه يجب على الولايات المتحدة مهاجمة العناصر النشطة للقاعدة وطالبان داخل باكستان دون الحصول مسبقًاعلى موافقة باكستانية.

ولكن عندما سئل الوزير الباكستاني قريشي عما إذا كانت بلاده ستقبل بوجود قوات أمريكية على أراضيها أجاب بقوله: "نؤمن في سياستنا بأن العمل (العسكري) في باكستان تقوم به القوات الباكستانية ولا يمكن أن نسمح لأي قوات أجنبية بالعمل في باكستان".