
أعلنت الولايات المتحدة رفضها التعامل مع الوزراء الذين يمثلون "حزب الله" الشيعي في الحكومة اللبنانية الجديدة التي أعلن عن تشكيلها أمس في بيروت، لكنها رحبت على الرغم من ذلك بتشكيل هذه الحكومة ووصفت ذلك بأنه "ثمرة عملية سياسية طويلة".
وكان فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبناني المكلف، قد أعلن أمس الجمعة، وبعد مداولات ومشاورات مع مختلف الأطراف السياسية في لبنان استمرت أكثر من خمسة أسابيع، عن تشكيل حكومة جديدة من 30 وزيرا، ضمنت فيها المعارضة 11 مقعدا، ونالت موافقة رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
وبعد الإعلان عن التشكيلة الجديدة، قال السنيورة إن اختلاف الرؤى لن يزول بين القوى الموجودة، لكن الأساس هو حسن إدارته ومعرفة كيفية تذليله،والتعامل معه من خلال المؤسسات وليس عبر اللجوء إلى السلاح ولغة العنف في الشارع.وعن الخلافات التي شهدتها الأيام الماضية، قال السنيورة إنه كان أمام خيار من اثنين، الأول "الدخول في المجهول" على تعبيره، أو القيام بما يلزم لتجاوز المرحلة، مشيراً إلى أن أبرز أهداف حكومته سيكون العمل على "إعادة الثقة بالنظام السياسي اللبناني" وتعويض الناس عن الخسائر التي لحقت بهم، إلى جانب وضع قانون الانتخابات الجديد.
ومن أبرز الوزراء في الحكومة الجديدة إلياس المر وزير الدفاع وزياد بارود للداخلية وفوزي صلوخ الخارجية.
وجرى إعلان التشكيلة الوزارية في مقر رئاسة الجمهورية، قبل ساعات من سفر الرئيس اللبناني، ميشال سليمان، إلى فرنسا لحضور قمّة "الاتحاد من أجل المتوسط" حيث يلتقي بنظيره السوري، بشار الأسد، برعاية الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي.
وكانت التعقيدات قد برزت بقوة هذا الأسبوع، في المفاوضات الرامية لتشكيل الحكومة، وذلك بعدما طرحت المعارضة اسم الرئيس السابق للحزب السوري القومي الاجتماعي، علي قانصوه، لشغل منصب وزير في الحكومة الجديدة، الأمر الذي رفضته قوى الغالبية النيابية التي تعتبر قانصوه أحد حلفاء دمشق.كما حمّلته مسؤولية تصرفات عناصر الحزب خلال المواجهات المسلحة التي شهدتها العاصمة بيروت في السابع من مايو/أيار، لدى دخول مسلحي المعارضة إلى شوارعها والسيطرة على عدّة مناطق فيها، غير أن اسم قانصوه ورد في التشكيلة الجديدة.
يشار إلى أن الحكومة اللبنانية تضم 30 وزيراً، وهي - وبحسب اتفاق الدوحة - موزعة بواقع 11 وزيرا للمعارضة، التي تضم "حزب الله" وحركة أمل الشيعيين، والتيار الوطني الحر، و3 وزراء لرئيس الجمهورية، و16 وزيرا للأكثرية، التي تضم، إلى جانب تيار المستقبل، القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي.