أنت هنا

8 رجب 1429
المسلم - صحف
انتقد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الدكتور محمد البرادعي، افتقاد الدول العربية للفكر الرشيد، معتبرًا أنه السبب الرئيس في انتشار الفقر وظهور الإرهاب والعنف.
وأوضح البرادعي خلال محاضرة له ألقاها في جامعة القاهرة بعنوان "مصر في عالم متغير: رؤية نحو المستقبل"، بمناسبة منحه الدكتوراه الفخرية في القانون الدولي، أن الإنسان المقهور ماديًا ومعنويًا يلجأ إلى العنف للتنفيس عن سخطه وفقدانه للأمل، مطالبًا بتطبيق نظام سياسي يحمي الأقلية قبل الأغلبية، ويحقق سلامًا اجتماعيًا.
وقال: لا يوجد شخص يولد إرهابيًا، وإنما يخرج الإرهاب والعنف من رحم الإحباط والظلم، فالفقر أقوى أسلحة الدمار الشامل.
وتناول البرادعي الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء في العالم وسوء توزيع الثروة، داعيًا إلى ضرورة ربط التقدم والإصلاح الاقتصادي بالعدالة في توزيع الثروة وتوسيع قاعدة الاستفادة من النمو الاقتصادي، بهدف بناء طبقة متوسطة تشكل قيم المجتمع وتعد صمام أمانه.
وشدد البرادعي على أهمية ربط الإصلاح الاقتصادي بالإصلاح السياسي بخطوات جادة وملموسة، مؤكدًا أن العالم الجديد يمتاز بالتكتلات والتجمعات الدولية والإقليمية المترابطة والداعمة لمصالح الدول المنتمية إليها .
وأوضح البرادعي أن مفهوم الأمن القومي لم يعد قاصرا على حماية حدود الدولة، بل امتد إلى الفرد ومسؤوليته والقدرة على توفير الحياة الكريمة له، ما أنتج مشاكل جديدة عابرة للحدود.
ومنحت جامعة القاهرة البرادعي الدكتوراه الفخرية في القانون الدولي في إطار احتفالية الجامعة بمئويتها، وجاء التكريم بعد اجتماع مجلس الجامعة الذي قرر منحه الدكتوراه الفخرية، اعترافا بدوره العالمي وإنجازه الإنساني، وتقديرًا لما تميز به علميًا.
وحضر الاحتفالية أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، ورئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان بطرس غالي، ورئيسا الوزراء السابقان عبد العزيز حجازي، وعاطف عبيد، وبعض الوزراء ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات وأساتذتها.