6 رجب 1429
المسلم - وكالات

رفض الرئيس الليبي معمر القذافي المساعي الرامية لإقامة "إتحاد من أجل المتوسط"، ووصف المشروع الذي طرحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، بأنه محاولة استعمارية جديدة تستهدف زيادة انقسام العرب.
وتساءل القذافي عن الأسباب التي أدت لطرح مثل هذا المشروع من الجانب الفرنسي، وقال: نحن نملك النفط والغاز والأيدي العاملة، فلماذا نتهافت على الأوروبيين، إذا أردوا حل مشاكلهم فعليهم أن يأتوا إلينا.
ونصح القذافي شعبه بعدم الدخول في هذا الاتحاد لما سينجم عن ذلك من مشاكل عويصة بين دول شمال إفريقيا وبقية دول المنطقة العربية وتساءل: "لماذا أورط بلادي في هذا المشكل".
وحذر القذافي دولاً أعضاء في الاتحاد الإفريقي من الدخول في الاتحاد المتوسطي، موضحًا أنهم يعرضون أنفسهم للمساءلة بموجب قررات الاتحاد الإفريقي التي تهدف للمحافظة على وحدة القارة وتمنع إلحاق أو دمج أي جزء منها بكيانات أخرى.
وقال القذافي في المؤتمر الصحافي العالمي الذي عقده في باب العزيزية الأربعاء: إن بلاده تتمسك بمقررات الاتحاد الإفريقي وتلتزم بها ولا تقبل خرقها أوتخطيها.
وذكر القذافي بما سبق وقاله حول مشروع الاتحاد من أجل المتوسط؛ بأنه يقسم إفريقيا لعدة أجزاء "إفريقيا ما وراء الصحراء، وإفريقيا البيضاء، وإفريقيا السوداء، وإفريقيا العربية، وإفريقيا غير العربية، وإفريقيا الشمالية" كما يقسم الوطن العربي هو الآخر إلى ثلاثة أقسام باعتبار الموقع .
وأوضح القذافي أن مشروع الاتحاد من أجل المتوسط يطرح خرائط مكروهة، إذ أنه يُعد إحياءًا للإمبراطورية الرومانية، وهو ما سيقابله إحياء لإمبراطورية قرطاجنة .
وقال القذافي: "أرجو أن تطوى الصفحة الصليبية، الصفحة الاستعمارية، الصفحة الرومانية، والقرطاجنية أيضًا، .. ونعيش في هذا العصربالتعاون وبالمحبة وبالصداقة، ومن أجل السلام لكن هذه الترهات التي تصنع الآن، هذا المشروع الخطير، مخيف جدًا" .
واعتبر الزعيم الليبي أن اشتراك 8 بلدان عربية جنوب المتوسط لا يجمعها أي شيء مقابل 33 دولة أوروبية (إذا أبعدت "إسرائيل") يعد أمرًا لا فائدة من ورائه.
وتوقع القذافي فشل المشروع مشيرًا إلى أن المطروح علىأجندته لا يرتقي لمستوى اتحاد.