
اعتصم العشرات من امهات المعتقلين في سجن صيدنايا صباح اليوم الأربعاء على جسر الرئيس بجانب قصر الشعب القديم في العاصمة السورية دمشق للمطالبة بالكشف عن مصير أبنائهن والسماح لهن بزيارتهم للاطمئنان على أوضاعهم، كما اعتصمت مجموعة أخرى من الأمهات أمام قصر العدل في دمشق، قبل أن تتدخل قوات الأمن وتنهي الاعتصام بالقوة، وفقا لما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره لندن .
من جهة أخرى، اعتبر معارضون سوريون من لجنة إعلان دمشق في مؤتمر صحفي عقدوه في لندن أمس، أن الأحداث التي شهدها سجن صيدنايا القريب من دمشق مفتعلة، يريد نظام بلادهم من ورائها تلميع صورته أمام الغرب كقامع لـ "التطرف"، وانتقدوا الصمت العربي والدولي حيالها.
وطالب المعارضون بإطلاق مبادرات عربية وإسلامية ودولية لتطويق أحداث سجن صيدنايا وفتح تحقيق حولها ومحاسبة المسؤولين عنها وفتح ملفات الاعتقال التعسفي والمحاكم الإستثنائية ومحكمة أمن الدولة.
كما دعوا جميع العقلاء في العالم إلي إبداء تضامن أكبر مع الشعب السوري كونه يشعر أن هناك نوعاً من اللامبالاة حيال مشاكله ، وطالبوا شرائح الشعب السوري الوقوف إلي جانب قضية معتقلي سجن صيدنايا ، والتي اعتبروها مسؤولية وطنية جامعة .
واعتبر زهير سالم الناطق الرسمي بإسم جماعة الإخوان المسلمين أن أحداث سجن صيدنايا مفتعلة، متهما ما وصفها بـ "جهات عليا" دون أن يسميها بـ افتعال أحداث صيدنايا من خلال الإيعاز لعناصر الشرطة العسكرية بالدوس علي المصحف الشريف أمام المساجين وتنفيذها بتوقيت مدروس يرتبط ببعض الأحداث التي تتطلب من النظام تقديم أوراق الطاعة من خلال الإيحاء بأنه قامع الأصولية في المنطقة بعد تزايد الانتقادات لدوره في مساعدات الجهاديين والمقاتلين الأجانب علي التسلل إلي العراق.
ومن جانبه، حذّر أنس العبدة، رئيس حركة العدالة والبناء الدول الغربية من أن انفتاحها علي النظام سيكون علي حساب الشعب السوري، ودعا الدول العربية التي لها سجناء في صيدنايا إلى المطالبة بمعرفة مصيرهم .
على صعيد متصل، قال وليد سفور، رئيس اللجنة السورية لحقوق الإنسان: إن عمليات تصفية ومجزرة تجري بصمت حالياً داخل سجن صيدنايا وتوصلنا إلي هذه القناعة استناداً إلي ظواهر خارجية ودخول قوات عسكرية منذ (الإثنين) الي السجن وسماع شهود عيان أصوات إطلاق نار بشكل كثيف داخله انطلق علي إثرها عدد كبير من سيارات الأسعاف من داخل السجن .واضاف سفور لا نستطيع أن نحدد بدقة عدد الضحايا أكثر من القول بأنه بلغ العشرات ، مشيراً إلي أن لجنته ناشدت الرئيس بشار الأسد ثلاث مرات للتدخل شخصياً من أجل إيقاف المجزرة في سجن صيدنايا ، علي حد تعبيره.
وحمل سفور على ما اعتبره الصمت العربي ، وقال إن الحكومات العربية تتحرك مباشرة للإدانة والشجب إن كان الأمر يوافق هواها، لكن في هذه اللحظة لم تتحرك ما يعني أن هناك أمراً مريباً للتغاضي عن أحداث سجن صيدنايا .