أنت هنا

1 رجب 1429
المسلم - المركز الفلسطيني للإعلام
نجحت المؤسسات الفلسطينية والإسلامية والمنظمات المتضامنة مع فلسطين في تحويل العاصمة البريطانية لندن إلى ورشة عمل للتعريف بالقضية الفلسطينية والمجازر التي نفذها الاحتلال على مدى ستين سنة من النكبة.
وبينما كانت لندن تعد نفسها للاحتفال بمناسبة الذكرى الستين لقيام الكيان الصهيوني، فقد استطاع "المنتدى الفلسطيني في بريطانيا"، و"المبادرة الإسلامية البريطانية"، و"حملة التضامن الفلسطيني في بريطانيا"، إلى جانب عدد كبير من المؤسسات، من قلب هذا الكرنفال الاحتفالي إلى جملة من الفعاليات العكسية .
وكانت المؤسسات الصهيونية واليهودية الرئيسة في بريطانيا قد أعدت لتنظيم كرنفال ومهرجان "تحية لإسرائيل" في ميدان الطرف الأغر الشهير وسط مدينة لندن، لكن الفعاليات المضادة تحركت بسرعة تحت شعار "لا تحية لإسرائيل، "لا داع للاحتفال بستين سنة من الأربارتهيد"، وهو ما حول قلب لندن إلى ساحة للتراشق بالحجج بين الذين يرون في النكبة الفلسطينية مناسبة للاحتفال وأولئك الذين يعترفون بأنها كارثة إنسانية حلت بالشعب الفلسطيني.
وأعدت المنظمات الفلسطينية حافلات جابت شوارع لندن وعليها ملصقات عملاقة ذكرت بالمجازر التي ارتكبتها الحركة الصهيونية سنة 1948، وحثت الجمهور على "الوقوف في وجه الإرهاب الإسرائيلي".
واكتظت الحافلات ذاتها بالمتضامنين من أطياف عدة، كباراً وأطفالاً، بريطانيين بيض وعرب وغيرهم، مسلمين ومسيحيين ويهود مناهضين للصهيونية، وحتى أبناء المخيمات الذين قدموا للمشاركة من داخل فلسطين المحتلة.
وقد رافقت الحافلات طوال جولتها مسيرة للدرّاجين، أخذوا على عاتقهم توزيع منشورات تعريفية بالنكبة الفلسطينية، وصحيفة طبعت خصيصاُ بهذه المناسبة؛ على سائقي المركبات والمارة.
ومع وصول المحتفلين المؤيدين للاحتلال الصهيوني إلى ميدان الطرف الأغر، كان في انتظارهم اعتصام حاشد لمناصري القضية الفلسطينية، الذين هتفوا بالحرية لفلسطين ولجلاء الاحتلال عن كامل التراب الفلسطيني، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها قبل ستين سنة.
وأكد محمد صوالحة، رئيس المبادرة الإسلامية البريطانية، أنّ هذه الفعاليات "جاءت للتذكير بأنّ ستين عاماً من عمر دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تكن يوماً مدعاةً للفخر بل العار".
وأوضح صوالحة أنه "إذا كان البعض يصرّ على استذكار ما حدث قبل ستة عقود فلا بد أن يكون ذلك في إطار مساءلة "إسرائيل" على المجازر والجرائم التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني، والتي مهّدت الطريق لقيام الدولة الصهيونية".
وشدد صوالحة على أنّ "التشكيك بشرعية "إسرائيل" كدولة له ما يبرره، وهذا ما لا بد أن يكون محور النقاش حول "إسرائيل" في ذكراها الستين".
وبدوره؛ قال الدكتور حافظ الكرمي، رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، "لا بد أن يدرك الجمهور البريطاني أن التطهير العرقي بحق الفلسطينيين لم يتوقف يوماً منذ بدأ قبل ستين عاماً، وليس أدلّ على ذلك من ممارسات دولة الاحتلال ضد الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر، وحصار أكثر من مليون ونصف فلسطيني في غزة"، حسب توضيحه.
وأثناء الفعاليات التي تخللت المهرجان التأييدي لقيام الكيان الصهيوني قام عدد من الأفراد بصبغ مياه النوافير في ميدان الطرف الأغر بلون الدم، ورفع العلم الفلسطيني على مبنى "الجاليري الوطني" المطل مباشرة على موقع الاحتفال.
وعلى الصعيد ذاته تسلق أحد النشطاء شاشة العرض الرئيسة في موقع الاحتفال وتشبث بها لثلاث ساعات متواصلة، ملوحاً بالعلم الفلسطيني، ما اضطر المنظمين إلى فصل التيار الكهربائي عنها طيلة مدة الاحتفال.
وقد عبّر أحد النشطاء عن سخطه بسبب سماح السلطات المحلية بتظيم الاحتفال بالقول "هل كان عمدة لندن ليسمح لجمعيات النازيين الجدد بتنظيم احتفالية لاستذكار جرائم النازية؟ بالتأكيد لا. من المعيب أن نسمح للبعض بالرقص فوق جماجم الفلسطينيين من ضحايا الصهيونية؛ في الوقت الذي نتباهى فيه بأنّ عاصمتنا نموذج للتعايش والاحترام المتبادل".
في المقابل تعهّد ناشط آخر بأن يظلّ "الحلم بالحرية كابوساً يلاحق الصهاينة ومؤيديهم أينما كانوا".