أنت هنا

22 جمادى الثانية 1429
المسلم - وكالات

قتلت الشرطة الهندية ثلاثة مسلمين وأصابت 145 آخرين في‎ ‎الشطر الهندي ‏من كشمير، خلال ثلاثة أيام من المواجهات بين قوات الأمن الهندية ‏ومسلمين يرفضون تخصيص أراض‎ ‎لـ"حجاج هندوس" .‏
وذكرت وكالة أنباء الفرانس برس أن المواجهات امتدت إلى خارج ‏سريناجار، عاصمة الجزء الهندي من كشمير ذي الغالبية‏‎ ‎المسلمة.‏
وإثر مقتل فتى مساء أمس الأربعاء تجمع نحو ألف متظاهر أمام مستشفى ‏سريناجار حاملين‎ ‎جثته وهاتفين "نريد الحرية" و"ارحلوا أيها الهنود عن ‏كشمير" .‏
وكانت غالبية المقار الحكومية والمدارس والمتاجر قد أغلقت أبوابها قسرًا ‏بعدما رشقها شبان‎ ‎بالحجارة وأغلقوا الطرق بحواجز‎.‎
وتشهد سريناجار صدامات عنيفة منذ خصصت السلطات الهندية هناك ‏أراض تبلغ 40 هكتارًا لمؤسسة هندوسية تدير كهف "أمارناث" الذي يزوره ‏الألوف من الهندوس سنويًا باعتباره من أقدس المواقع لديهم، بهدف بناء ‏مساكن‎ ‎لاستقبال هذه الجموع الهندوسية التي تعتقد أن الكهف‎ ‎كان مقر ‏‏"معبودهم شيفا"، ويستمر تدفقهم حتى منتصف أغسطس‎.‎
وتزعم السلطات الهندية حاجة هؤلاء الزائرين إلى مرافق مؤقتة للإقامة ‏أثناء الزيارة، ولكن المحتجين يتهمون المسؤولين الحكوميين بمحاولة ‏التلاعب بالتوازن الديمجرافي في الإقليم. ‏
واعتبر مسلمو كشمير مسعى الحكومة للاستيلاء على أراض لبناء مساكن ‏للهندوس "تعزيزا للاحتلال‎ ‎الهندي" في كشمير، وقال زعيم المسلمين سيد ‏علي جيلاني هناك: "إنها مؤامرة لإسكان هندوس‎ ‎غرباء في وادي كشمير ‏بحيث يصبح المسلمون أقلية" .‏
وقد عارضت الاحزاب الكشميرية الموالية للهند، كحزب المؤتمر الوطني ‏المعارض وحزب الشعب الديمقراطي والحزب الشيوعي الماركسي، هي ‏الاخرى تمليك الارض للهندوس. ‏
وقال المفتي محمد سعيد زعيم حزب الشعب الديمقراطي - الذي يشكل ‏بمعية الحزب الشيوعي الماركسي الائتلاف الحاكم في كشمير - إن على ‏الحكومة الغاء قرارها قبل نهاية الشهر الجاري. ‏
ولم يفلح قرار رئيس وزراء الحكومة المحلية غلام نبي آزاد بالدعوة الى ‏اجتماع موسع تحضره كافة الاحزاب في اخماد الاحتجاجات. ‏
من جانب آخر، دعا كل من حزب فيشفا هندو باريشاد الهندوسي المتعصب ‏وحزب بهاراتيا جاناتا اتباعهما في منطقة جمو (وهو الجزء من كشمير ‏الذي تسكنه اغلبية هندوسية) الى الاضراب لمجابهة الاحتجاجات التي ‏يشهدها باقي الاقليم ضد تمليك الارض للهندوس. ‏
وقد استجاب اغلب الهندوس للدعوة الى الاضراب. ‏
وتنقسم كشمير الواقعة في جبال الهيمالايا بين باكستان والهند وكانت سببًا ‏في‎ ‎حربين من أصل ثلاث بين البلدين‎.‎
ويشهد الشطر الهندي منذ عام 1989 محاولات انفصالية من المسلمين ‏اسفرت عن‎ ‎مقتل 43 ألف شخص، وفق إحصاءات رسمية، فيما تقدر ‏جماعات حقوقية عدد القتلى بنحو 60 ألف شخص، وتشير‏‎ ‎إلى اختفاء 10 ‏آلاف آخرين. ‏
لكن حدة العنف تراجعت بشكل ملحوظ منذ أعادت نيودلهي‎ ‎وإسلام أباد ‏إطلاق الحوار بينهما عام 2004‏‎.‎