
قتلت الشرطة الهندية ثلاثة مسلمين وأصابت 145 آخرين في الشطر الهندي من كشمير، خلال ثلاثة أيام من المواجهات بين قوات الأمن الهندية ومسلمين يرفضون تخصيص أراض لـ"حجاج هندوس" .
وذكرت وكالة أنباء الفرانس برس أن المواجهات امتدت إلى خارج سريناجار، عاصمة الجزء الهندي من كشمير ذي الغالبية المسلمة.
وإثر مقتل فتى مساء أمس الأربعاء تجمع نحو ألف متظاهر أمام مستشفى سريناجار حاملين جثته وهاتفين "نريد الحرية" و"ارحلوا أيها الهنود عن كشمير" .
وكانت غالبية المقار الحكومية والمدارس والمتاجر قد أغلقت أبوابها قسرًا بعدما رشقها شبان بالحجارة وأغلقوا الطرق بحواجز.
وتشهد سريناجار صدامات عنيفة منذ خصصت السلطات الهندية هناك أراض تبلغ 40 هكتارًا لمؤسسة هندوسية تدير كهف "أمارناث" الذي يزوره الألوف من الهندوس سنويًا باعتباره من أقدس المواقع لديهم، بهدف بناء مساكن لاستقبال هذه الجموع الهندوسية التي تعتقد أن الكهف كان مقر "معبودهم شيفا"، ويستمر تدفقهم حتى منتصف أغسطس.
وتزعم السلطات الهندية حاجة هؤلاء الزائرين إلى مرافق مؤقتة للإقامة أثناء الزيارة، ولكن المحتجين يتهمون المسؤولين الحكوميين بمحاولة التلاعب بالتوازن الديمجرافي في الإقليم.
واعتبر مسلمو كشمير مسعى الحكومة للاستيلاء على أراض لبناء مساكن للهندوس "تعزيزا للاحتلال الهندي" في كشمير، وقال زعيم المسلمين سيد علي جيلاني هناك: "إنها مؤامرة لإسكان هندوس غرباء في وادي كشمير بحيث يصبح المسلمون أقلية" .
وقد عارضت الاحزاب الكشميرية الموالية للهند، كحزب المؤتمر الوطني المعارض وحزب الشعب الديمقراطي والحزب الشيوعي الماركسي، هي الاخرى تمليك الارض للهندوس.
وقال المفتي محمد سعيد زعيم حزب الشعب الديمقراطي - الذي يشكل بمعية الحزب الشيوعي الماركسي الائتلاف الحاكم في كشمير - إن على الحكومة الغاء قرارها قبل نهاية الشهر الجاري.
ولم يفلح قرار رئيس وزراء الحكومة المحلية غلام نبي آزاد بالدعوة الى اجتماع موسع تحضره كافة الاحزاب في اخماد الاحتجاجات.
من جانب آخر، دعا كل من حزب فيشفا هندو باريشاد الهندوسي المتعصب وحزب بهاراتيا جاناتا اتباعهما في منطقة جمو (وهو الجزء من كشمير الذي تسكنه اغلبية هندوسية) الى الاضراب لمجابهة الاحتجاجات التي يشهدها باقي الاقليم ضد تمليك الارض للهندوس.
وقد استجاب اغلب الهندوس للدعوة الى الاضراب.
وتنقسم كشمير الواقعة في جبال الهيمالايا بين باكستان والهند وكانت سببًا في حربين من أصل ثلاث بين البلدين.
ويشهد الشطر الهندي منذ عام 1989 محاولات انفصالية من المسلمين اسفرت عن مقتل 43 ألف شخص، وفق إحصاءات رسمية، فيما تقدر جماعات حقوقية عدد القتلى بنحو 60 ألف شخص، وتشير إلى اختفاء 10 آلاف آخرين.
لكن حدة العنف تراجعت بشكل ملحوظ منذ أعادت نيودلهي وإسلام أباد إطلاق الحوار بينهما عام 2004.