أنت هنا

21 جمادى الثانية 1429
المسلم ـ وكالات

شهد مطار بن جوريون "الإسرائيلي" حالة ذعر وهلع شديدين خلفهما انتحار جندي صهيوني بالقرب من رئيس فرنسا لدى مغادرته فلسطين عائداً إلى بلاده.
وأطلق جندي من حرس "الحدود الإسرائيلي" النار على نفسه فأرداها فيما كان المطار يستعد لمغادرة نيكولاي ساركوزي وزوجته، ما أدى إلى هرولة الرئيس وزوجه وحراسه باتجاه الطائرة من جهة، وهروب رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت ومراففيه من جانب آخر.
وساد الذعر عندما أطلق الجندي الذي لم يكن يبعد سوى ما بين 100 إلى 200 مترا من الرئيس الفرنسي النار على نفسه ما أسقط شرطيتين صهيونيتين شاهدتا الحادثة مغشيا عليهما من هول رؤيتهما الجندي صريعاً في دمائه.
وكان ساركوزي يهم بالمغادرة بعد أن أثار حفيظة حركة حماس بتصريحات وصفها فيها بالإرهابية، ما جعل الحركة تعتبر تصريحاته «غير متوزانة وتعكس انحيازا لمصلحة اسرائيل». وقال ساركوزي بعد لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس امس ان «حماس مخطئة في التصرف كما تتصرف، فبالارهاب لا يمكن ارساء السلام، ونحن لا نتحاور مع الارهابيين، هذا ينطبق على حماس وعلى كل طرف يتصرف بالطريقة نفسها».
واضاف خلال مؤتمر صحفي في بيت لحم «اقول ذلك لاصدقائنا الفلسطينيين: كونوا نساء ورجالا كالرئيس محمود عباس، وتمسكوا بالالتزام السياسي وابتعدوا عن كل الذين يظنون ان العنف يمكن ان يوجد حلولا للمشاكل».
ودعا ايضا الفلسطينين الى دعم رجال «يؤمنون مثل محمود عباس بالاقتراع، وليس بالاسلحة»، والى قيام دولة فلسطينية «تكون تحت سلطة واحدة لضمان الأمن، وهي الجيش الفلسطيني وليس ميليشيات عصابة ارهابية».
وردا على تصريحات ساركوزي، قال سامي ابو زهري الناطق باسم «حماس» لوكالة فرانس برس ان تصريحات الرئيس الفرنسي «غير متوازنة وتعكس انحيازا لمصلحة الاحتلال وتنكرا للديموقراطية الفلسطينية».
واضاف ابو زهري ان «ساركوزي الذي وصف حماس بالحركة الارهابية يعلم جيدا ان هناك اتصالات على مستوى عال تجري بين فرنسا وحركة حماس واطراف اوروبية رئيسية اخرى، لذلك هو يدرك عمليا ان لا مجال لتجاوز حركة حماس او تجاهل شرعيتها بغض النظر عن تصريحاته».
واكد انه «مع ذلك نحن لن نغلق اي باب للحوار سواء مع فرنسا او الغرب، لان من الواضح ان هذه المواقف مبنية على اساس جهل بمواقف حركة حماس ورؤيتها».