
نقلت شبكة الأنباء الإنسانية عن مراسليها في الصومال أن تردي الأوضاع الأمنية وازدياد التضخم وانعدام الطعام الكافي لدى آلاف الأسر النازحة لمدينة كسمايو الساحلية التي تبعد 500 كم من العاصمة الصومالية مقديشو، ينذر بتفاقم الأوضاع المأسوية هناك .
وبحسب مراسلي الوكالة "هناك 35000 نازح تقريباً في المدينة يعيشون في ظروف جد قاسية"، حيث يعاني النازحون من أوضاع صحية مزرية ولا يستطيعون الحصول على الخدمات الأساسية بما فيها المأكل والمشرب والملبس والمأوى.
وذكرت إحدى النازحات لمراسلي الشبكة أنها تركت مقديشو بعد أن أودت إحدى القذائف بحياة زوجها وطفليها، (أحدهما في السادسة والآخر في الخامسة)، حيث نجت هي وبقية أطفالها الخمسة لعدم تواجدهم في البيت أثناء الهجوم، فقررت الهروب بمن تبقى لي إلى مكان آمن.
ووصفت أم الأطفال أنها كانت تهيم في شوارع كيسمايو إلى أن ساعدها أهل الخير في الوصول إلى مخيم للنازحين وساعدوها على بناء مأوى متواضع. وهي الآن تعتمد على ما يقدمه لها المحسنون المحليون من طعام وملبس.
ومن جهة أخرى أوض صحفي محلي لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن العديد من النازحين كانوا في الماضي يعثرون على وظائف في المدينة لتحسين أوضاعهم، ولكن تفاقم الأوضاع الأمنية وارتفاع نسبة التضخم أصبحا يحولان دون تمكنهم من الحصول على العمل.
وأشار الصحفي الصومالي كذلك لارتفاع الأسعار، حيث أصبح سعر الكيلوجرام الواحد من السكر بـ44,000 شلن صومالي مقارنة بـ 14,000 شلن في العام الماضي، في حين ارتفع سعر الكيلوجرام الواحد من الأرز إلى 65,000 شلن مقارنة بـ 6,000 شلن في العام الماضي.
وتدنت قيمة الشلن الصومالي نفسها لأكثر من النصف حيث وصل سعر الصرف حالياً إلى 35,000 شلن للدولار الواحد مقارنة بـ 14,000 شلن في العام الماضي.
ويقدر عمال الإغاثة التابعين لمفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين وجود قرابة 2.6 مليون صومالي بحاجة للمساعدة، مشيرين إلى أنه من المتوقع أن يرتفع هذا العدد ليصل إلى 3.5 مليون شخص بحدود نهاية السنة إذا لم تتحسن الأوضاع الإنسانية.