
ألقت الشرطة الأمريكية القبض على مدير مدرسة إسلامية تمولها الحكومة السعودية في العاصمة الأمريكية واشنطن بتهمة الإهمال في الإبلاغ عن شكوى من طفلة عمرها خمس سنوات قالت إنها تعرضت لاعتداء جنسي من والدها.
وجاء الاتهام وسط ظروف صعبة تتمثل في هجوم شديد تشنه منظمات سياسية موالية للكيان الصهيوني وجماعات نصرانية أمريكية متطرفة، على المدرسة مطالبين بإغلاقها .
ونقلت وكالة أنباء "أمريكا إن أرابيك" بيانًا للشرطة الأمريكية أكدت فيه أن مدير عام الأكاديمية الإسلامية السعودية بمنطقة فيرفاكس بشمال ولاية فيرجينيا، عبدالله بن ابراهيم الشبنان، قد ألقي القبض عليه، زاعمة أنه فشل في الإبلاغ عن شكوى تقدمت بها فتاة صغيرة عمرها 5 سنوات اشتكت من تعرضها لإعتداء جنسي من والدها.
وحسب بيان الشرطة فإن مدير المدرسة نصح الأبوين بمعالجة الطفلة دون أن يبلغ الشرطة عن الواقعة، حسبما تنض القوانين المحلية في ولاية فيرجينيا.
هذا وينتظر ان يقف مدير المدرسة امام المحكمة في الأول من شهر أغسطس القال .
يشار إلى أن الرقابة التي تتعرض لها المؤسسات العربية والإسلامية في أمريكا، قد تم رفعها إلى الدرجات القصوى من خلال لجنة أمريكية شبه حكومية مرتبطة بحركة المحافظين الجدد ونشطاء الأصولية الدينية في أمريكا وبعض أعضاء الكونجرس الموالين لـ"إسرائيل".
هذا وتتعرض الكثير من المؤسسات العربية والإسلامية كذلك لحملات من متشديين في الكنائس الأمريكية يعارضون وجود الإسلام في الولايات المتحدة.
وكانت المدرسة قد تعرضت لحملة من أجل إغلاقها زادت حدتها في الايام القليلة الماضية، كان من بينها اتهام منظمة أمريكية يمينية تقوم بمراقبة الجامعات الأمريكية المدارس العربية والإسلامية بأنها تروج لما وصفته بـ"الجهاد الناعم"، الذي يسعى إلى "تدمير الديمقراطيات الغربية من دون إطلاق طلقة واحدة"، كما حذرت المنظمة المتطرفة مما وصفته بـ"الأموال ونفوذ المملكة العربية السعودية" في المدارس الأمريكية.
وتلاحق منظمة "كامبس ووتش" المسئولة عن مراقبة حرم الجامعات، المدارس العربية والإسلامية وأساتذة الجامعة الأمريكيين المنتقدين لـ"إسرائيل"، والتي يرأسها الكاتب الأمريكي المنتمي للحركة الصهيونية الحديثة، دانيل بايبس، المعروف بعدائه للعرب والمسلمين.
ودعت المنظمة إلى الحد من تأثير المملكة العربية السعودية في المناهج التي يتم تدريسها في المدارس العربية والإسلامية في أمريكا معتبرة أن "الأموال السعودية والنفوذ السعودي جزء من المشكلة" على حد تعبيرها.
وتأتي هذه الدعوات بالتزامن مع تقرير صدر عن اللجنة الأمريكية للحريات الدينية الدولية، وهي لجنة بها عدد من النصارى المتشددين المرتبطين بالمحافظين الجدد والصهيونية الحديثة، دعا وزارة الخارجية الأمريكية إلى إغلاق "الأكاديمية الإسلامية السعودية"، بولاية فرجينيا الأمريكية وإلزامها بإتاحة مناهجها للمراجعة.
واتهمت اللجنة، وهي هيئة أمريكية شبه حكومية مرتبطة باليمين الديني الأمريكي، المناهج السعودية التي يتمت تدريسها في الأكاديمية الإسلامية السعودية بترويج "التعصب الديني والعنف المبني على الدين".
كما دعا النائب الأمريكي ستيف إسرائيل، وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليسا رايس، من قبل إلى البدء في مناقشات دبلوماسية فورية مع الحكومة السعودية ترمي لإغلاق الأكاديمية الإسلامية السعودية، وهي مدرسة صغيرة تابعة للسفارة السعودية في واشنطن تقوم بتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي مع المناهج الأمريكية.
يذكر ان "الاكاديمية الاسلامية السعودية" تقدم الخدمات التعليمية من مرحلة الروضة وحتى المرحلة الثانوية، وقد تم تأسيسها عام 1984.
هذا وقد اضطرت المملكة العربية السعودية لإغلاق أقسام الشئون الإسلامية في كافة سفاراتها عبر العالم، بعد أيام من سحب الولايات المتحدة الأمريكية التأشيرة الدبلوماسية لشخصية دينية مرتبطة بالسعودية تعمل بقسم الشئون الإسلامية التابع لسفارة المملكة بواشنطن.
كما أغلقت الرياض المعهد الإسلامي في فيرجينيا بعد اتهامات له "بعدم التسامح مع اليهود والديانات الأخرى".