أنت هنا

14 جمادى الثانية 1429
المسلم - وكالات

أكد سناتور أمريكى مصادقة مسؤولين حكوميين كبار عام 2002 على ‏استخدام أساليب تحقيق قاسية ومهينة في سجون "الحرب على الإرهاب" ‏في أفغانستان والعراق وجوانتانامو.
وأشار السناتور الديموقراطى كارل ليفين، رئيس لجنة القوات المسلحة فى ‏مجلس الشيوخ خلال جلسة استماع، الثلاثاء الماضي، إلى ضلوع وزير ‏الدفاع الأمريكي السابق دونالد رامسفلد، وغيره من المسؤولين الكبار فى ‏إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش في ذلك .

وقال ليفين: إن إساءة معاملة السجناء ليست نتيجة ممارسات عدد قليل ‏من مسؤولي السجون، كما ادعت الإدارة الأمريكية، ولكن أساليب مثل ‏التغطيس بالمياه والإهانة الجنسية واستخدام الكلاب والحرمان ضد ‏السجناء، كان أمرًا عامًا في السجون والمعتقلات .‏
وأضاف ليفين: إن محاميًا فى وكالة الاستخبارات المركزية "سى أي إيه" ‏التقى العاملين فى جوانتانامو فى أكتوبر 2002، وقال إن التعذيب "يخضع ‏للتقدير الشخصي". ‏
ونقل ليفين عن جوناثان فريدمان الذى كان رئيس المستشارين فى مركز ‏‏"مكافحة الإرهاب" فى "السي أي إيه" قوله: "إذا توفى المعتقل، فأنت تطبق ‏الإجراءات بشكل خاطئ"، في تحذير منه من أن يصل التعذيب إلى حد ‏القتل.
وحسب شهادة ليفين فإنه بعد شهرين، من طلب الكولنيل ديان بيفر مسئول ‏معتقل جوانتانامو لوثائق تحميه وضباطه من أية اتهامات قانونية محتملة ‏بممارسة التعذيب، وقع رامسفلد رسالة تسمح باستخدام معظم أساليب ‏التحقيق الموصى بها .
واستطرد ليفن قائلاً: "عندما صادق الوزير رامسفلد على استخدام أساليب ‏مسيئة ضد المعتقلين، فقد أطلق فيروسًا تفشت عدواه فى عمليات التحقيق ‏التى يقوم بها الجيش الأمريكي في أفغانستان والعراق".
وطبقًا لشهادة ألبرتو مورا المستشار القانونى السابق للقوات البحرية، ‏والتي صرح فيها بمقاومته لأساليب التحقيق المهينة، حتى صدرت مذكرة ‏دفاعية عن استخدام مجموعة واسعة من أساليب التحقيق القاسية، إضافة ‏إلى رسالة رامسفلد التي "فتحت بشكل كامل حدود إساءة المعاملة التي ‏يمكن تعريض المعتقلين لها"، مؤكدًا انه كان قرارًا خاطئًا يستند إلى ‏تحليلات قانونية غير كافية.
وأكد مورا أن هذا رأي كل قاض ومحام تحدث إليه حول هذه المسالة. ‏
وأضاف إن حلفاء الولايات المتحدة رفضوا التعاون مع القوات الأمريكية ‏فى التدريب على التعامل مع المعتقلين، بسبب مخاوف من إساءة معاملة ‏القوات الامريكية للمعتقلين، حتى أن مسؤولين كبار من "حلف شمال ‏الأطلسى" كانوا يغادرون أى اجتماع يتطرق فيه مسؤولون أمريكيون إلى ‏إساءة معاملة معتقلين خشية أن يتهموا بالضلوع فى ذلك.
وقرر فريق من الأطباء وعلماء النفس أجروا فحوصات وتقييم لأوضاع ‏‏11 معتقلاً سابقاً لدى القوات الأمريكية فى العراق وأفغانستان ‏وجوانتانامو، أنهم تعرضوا لآلام مبرحة وإعاقات دائمة ومزمنة تم نتيجتها ‏إخلاء سبيلهم، دون توجيه أى اتهام لهم أو إعطاء مبرر لاعتقالهم.
وقال الدكتور ألن كيللر مدير برنامج "ناجون من التعذيب" التابع لجامعتى ‏بيللفو ونيويورك الأمريكيتين، أن الإثباتات الجسدية والنفسية تدعم ‏بوضوح روايات المعتقلين حول الوحشية والمعاملة اللاإنسانية والترهيب ‏والتعذيب الذى تعرضوا له.
ودعا التقرير إلى إجراء تحقيق شامل ومحاسبة المذنبين بارتكاب جرائم ‏حرب ودفع تعويضات وتأمين الخدمات الطبية والاجتماعية والنفسية.‏