
اتهم الرئيس التشادى، إدريس ديبى، قوة الحماية التابعة للاتحاد الأوروبى، والمتواجدة شرقي تشاد، "بغض الطرف" عن هجمات المعارضة التشادية المسلحة، والتي استولت على عدة مدن وهي تتجه نحو العاصمة إنجمينا لإسقاط حكم ديبي .
والقوة الأوروبية المتواجدة شرقي تشاد حاصلة على تفويض أممي لحماية نحو نصف مليون لاجيء مدنى فى تشاد,
وكان متحدث باسم قوات المعارضة التشادية، ويدعى عبد الرحمن كلام الله، قد صرح أمس الاثنين في اتصال هاتفي بوكالة الفرانس برس أن المعارضة استولت على بلدة "بيلتين" أثناء اتجاهها للعاصمة التشادية إنجمينا.
وتعد "بيلتين" ثالث بلدة تهاجمها قوات المعارضة التشادية خلال ثلاثة أيام. وأنكر ديبي بشدة على المفرزة العسكرية الأوروبية، مذكرًا إياها بأن حكومته أحسنت استقبالها حين جاءت للانتشار شرقي البلاد أوائل العام الجاري.
ونقلت وسائل الإعلام التشادية عن ديبي قوله: "ولكننا مندهشون أن نرى أنها فى الاختبار العدوانى الأول، تعاونت هذه القوة مع الغزاة، وسمحت بسرقة سيارات عمال المعونة الإنسانية، وإحراق أغذيتهم ومخزوناتهم من الوقود، وغضت الطرف عن المذابح المنهجية للمدنيين واللاجئين".
وأضاف ديبي: "نعم.. من حقنا أن نسأل أنفسنا عن مدى فعالية مثل هذه القوة وعن فائدة وجودها فى تشاد".
وحول التقدم السريع لقوات المتمردين فى أدغال شرق تشاد، شجب دبي ما سماه "المؤامرة الدولية" التي تسعى لإدخال البلاد فى حرب أهلية.
ومن جهتها قال متحدث باسم قوة الاتحاد الأوروبي، من باريس، إنه ليس لديه تعقيب على انتقادات ديبي، مشيرًا إلى أنه لم يكن هناك سوى تأكيد محدود من مصادر مستقلة لحجم ونطاق هجمات المسلحين أو عدد الإصابات.
وكان قادة قوة الحماية الأوروبية، قد أكدوا على أن القوة الأوروبية التى يزيد قوامها على 3000 جندى مهمتها حماية المدنيين، وأنها لن تتورط فى الصراع بين ديبي وخصومه المسلحين.
وقال علي جادى المتحدث باسم الائتلاف الوطنى المناهض لديبى: "سقطت بيلتين لتوها"، مشيرًا إلى ان قواته لم تلق أية مقاومة تذكر .
وتبعد "بيلتين" قرابة المائة كم شمالي "أبيتشى"، أكبر مدن الشرق التشادي، وهي المركز الأساسي لعمليات الإغاثة الإنسانية الدولية شرقي تشاد، حيث تتمركز منظمات إغاثية، بخلاف جنود فرنسيين وقوة الحماية التابعة للاتحاد الأوروبي .
وأعلنت الحكومة الفرنسية، التي تملك طائرات حربية ومروحيات وجنود متمركزون في تشاد بموجب اتفاق تعاون عسكري ثنائي، دعمها لديبي بعدما نجا من آخر هجوم للمعارضة المسلحة فى العاصمة إنجمينا أوائل شهر فبراير الماضي.
ويحكم ديبى تشاد منذ استولى على السلطة عام 1990.