أنت هنا

8 جمادى الثانية 1429
المسلم - وكالات

قدمت إسلام أباد احتجاجًا شديد اللهجة للجانب الأمريكي بسبب قصف قواته الجوية المتواجدة في أفغانستان لمنطقة حدودية مع باكستان، ما أدى لمقتل 11 جنديًا باكستانيًا، حيث وصفت الهجوم بأنه غير مبرر.
واستدعت وزارة الخارجية الباكستانية السفيرة الأميركية في إسلام أباد آن باترسون إلى مقر الوزارة بخصوص الواقعة، وسلمتها احتجاجًا وصفت فيه الهجوم بالاستفزازي ويمثل انتهاكًا صارخًا للحدود الدولية بين باكستان وأفغانستان.
ومن ناحيته وجه الجيش الباكستاني بيانًا حول الحادثة انتقد فيه الجيش الأمريكي، ووصف هجومه بأنه عمل جبان غير مبرر، وبأنه أصاب أساس التعاون والتضحية اللذين يساند بهما الجنود الباكستانيون التحالف في "الحرب على الإرهاب" .
ولفت البيان إلى أن القصف الجوي وقع على نقطة تفتيش حدودية في منطقة "غورا براي"، في ولاية "مهمند"، بالقرب من الحدود الأفغانية.
وووصف البيان مثل هذه الهجمات بأنها تجعل مهمة حماية الحدود صعبة، وقال الجنرال أطهر عباس، الناطق باسم الجيش الباكستاني، إن "أثر تلك الهجمات سلبي تمامًا، ولا يخدم التحالف، ويزيد صعوبة مهمة الطرفين".
ومن جهته أصدر الجيش الأمريكي بياناً أقر فيه بتنفيذ الغارة، غير أنه قال إنها استهدفت "قوات معادية لأفغانستان" قامت قبيل ضربها بشن هجوم استهدف القوات الدولية في ولاية كونار الأفغانية.
ولم يحدد الجيش الأمريكي مكان وقوع الغارة، غير أنه شدد على أن قواته البرية "لم تدخل الأراضي الباكستانية" .
وكان مصدر أمريكي مسؤول قد أكد لوكالة "سي إن إن" أن واشنطن تعاني "مشكلة اتصال كبيرة" مع إسلام أباد، مشيرًا إلى أن هذا الأمر يتسبب في صعوبات جمّة، مما يتسبب في حدوث تناقضات كثيرة .
وأعربت الخارجية الأمريكية عن أسفها للخسائر البشرية ومقتل أبرياء باكستانيين خلال الضربة الجوية، ولكن المتحدث باسم الخارجية، جونزالو جاليجوس، زعم أن القوات الأمريكية كانت تقوم بالدفاع عن نفسها حيال ما وصفه بعمل معاد، مشيرًا إلى أنه حق مشروع لتلك القوات.
ووصف جاليجوس "الحادث" بأنه "مثير للأسى"، وقال إنه "بمثابة تذكير لنا بأن توفير نظم اتصالات جيدة عبر الحدود، هو أمر في غاية الأهمية".
وتطابقت تصريحات الخارجية الأمريكية مع ما ذكره المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، جيف موريل، من أن الضربة الجوية كانت مشروعة، على حد تعبيره.
وأشار موريل إلى أن هذا الحادث يؤكد ضرورة توافر اتصالات حيوية أفضل عبر الحدود، موضحًا أن الطرفين سيبحثان في المشكلة ويستعرضان وسائل تجنب تكرارها ووسائل منع المتطرفين من استخدام هذه المنطقة.