
حدد مصطفى إسماعيل مستشار الرئيس السوداني العوامل المهددة للأمن القومي العربي والمتمثلة في: الكيان الصهيوني، وإحاطة الجسد العربي ببعض القوميات لاستغلالها في أوقات معينة، والبطء باكتساب الخبرات العلمية وضعف البحث العلمي، وضعف الاقتصاد العربي، وشح المياه والمخاطر المحدقة بمصادرها .
وقال إسماعيل في محاضرة ألقاها بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، والذي رصدت فعالياته صحيفة الخليج الإماراتية، وبحضور عدد من الساسة بدولة الإمارات العربية، إن الأمن العربي موضوع الساعة، وإن الوضع العربي الراهن أكثر ضعفًا منه عن أي وقت مضى، مشيرًا إلى بروز مفاهيم جديدة للسيادة والتدخل في الشؤون الداخلية ومكافحة الإرهاب وتعريفه.
وأوضح إسماعيل أن هذه العوامل وغيرها مجتمعة أضعفت المقومات الداعمة للأمن القومي العربي.
وضرب إسماعيل أمثلة بـ"إسرائيل" التي وصفها بأنها باتت تفعل ما تشاء من دون رادع أو مانع، وبما يسمى بـ"عملية السلام" والتي أكد على أنها باتت لا تنبئ بحلول على المدى القريب أو البعيد، وكذلك ذكر غزو العراق للكويت والاحتلال الأمريكي للعراق وما يحدث في فلسطين ولبنان والسودان والصومال .
وشدد إسماعيل على ان ما ذكره من أمثلة، إضافة إلى ما يحدث من تأزم في العلاقات بين الدول العربية، كله كاد أن يقضي على ما تبقى من تضامن عربي، ووحدة عربية أو عمل مشترك.
وعرّف إسماعيل مفهوم الأمن القومي من منظور إسلامي، موضحًا أنه يرتكز على مجموعة من الأبعاد أهمها: البعد السياسي، الذي يحفظ للدولة كيانها، والبعد الاقتصادي، الذي يتمثل في توفير الاحتياجات الخاصة بالسكان، إضافة إلى الأبعاد الاجتماعية والأيديولوجية والبيئية.
وثمن إسماعيل تحديد العلاقة بين الأمن القومي العربي كله والأمن القطري لكل دولة، وتحدث عن آليات الأمن القومي العربي مثل "اتفاقية الدفاع العربي المشترك"، مشيراً إلى "مجلس الأمن والسلم العربي"، الذي تشكل عام 2006، مشيداً بالجهود التي يبذلها الأمين العام للجامعة العربية لإنجاح هذا المجلس.
وقال إن من أهم أهداف المجلس تطويق الأزمات والوقاية من المنازعات وإدارتها وتسويقها وإعداد استراتيجيات للحفاظ على الأمن والسلم العربي ودعم جهود الإعمار بعد النزاع واقتراح إنشاء قوات سلام عربية عند الحاجة.
ونوه المستشار السوداني إلى أن النفوذ الأجنبي في المنطقة أصبح لا يقتصر على الدول الغربية وإنما امتد ليشمل "إسرائيل".
وانتقد كذلك "الأنانية القطرية"؛ حيث تسعى كل دولة للمحافظة على أمنها بعيداً عن الأمن القومي العربي لعقد اتفاقيات ثنائية مع دول أجنبية.
وتحدث عن التحديات التي تواجه الاقتصاد العربي مطالباً بإيجاد طريقة لتدوير الأموال العربية بطريقة تخدم هذا الاقتصاد وأعرب عن أمله بأن تكون قرارات قمة الكويت الاقتصادية في يناير المقبل بحجم التحديات التي تواجه الاقتصاديات العربية.
ودعا إلى أن يكون الأمن الإنساني في المنطقة العربية في صلب محددات الأمن القومي العربي قائلاً: ان الغرب يريد استخدام شعار حقوق الإنسان من أجل أجندته السياسية والتدخل.
وأشار الى أن الأمن للإنسان يبدأ من الإصلاح السياسي، بحيث تكون حقوقه مصانة.