أنت هنا

3 جمادى الثانية 1429
المسلم - وكالات

أثارت الدعوة التي وجهها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لإجراء حوار وطني شامل، مخاوف "الإسرائيليين" والأمريكيين على حد سواء، من التحام الصف الداخلي الفلسطيني ووقوفه بوجه الاحتلال .
وفي تحرك أمريكي سريع، اتصلت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بعباس، وطلبت منه توضيحًا لطرحه الجديد بإعادة تفعيل الحوار الوطني الفلسطيني.
وجاء هذا الاتصال على خلفية معارضة الولايات المتحدة لإجراء السلطة أي حوار مع حماس، طالما أنها لا تلتزم شروط ما يسمى "الرباعية الدولية" .
وترفض "الرباعية الدولية" التي تضم أمريكا والاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة، إجراء أي حوار مع حماس ما لم تعترف بالكيان الصهيوني، وباتفاقات التسوية الموقعة معه، وتسقط حق المقاومة المشروع.
وتعقيباً على مكالمة رايس مع عباس، هون المتحدث باسم الخارجية الأمريكية شون مكورماك، من شأن دعوة عباس للحوار وقال: إنّ المبادرة اليمنية تدعو إلى الحوار شريطة أن تقبل حماس قيادة فتح واتفاقات فتح السابقة مع الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف: "لم تتغيّر شروطه (عباس) لأيّ محادثات مع حماس، ولم نلمس أي تغير على الإطلاق".
ويرى مراقبون في اتصال رايس بعباس وفي تصريحات "مكورماك" تدخلاً سافراً في الشأن الفلسطيني الداخلي، ومحاولة مكشوفة لإفشال أي حوار فلسطيني من شأنه إعادة التلاحم للصف الفلسطيني.
ويبدو أن اتصال رايس بعباس لم يكن كافيًا لإثنائه عن المضي قدمًا في إجراء الحوار مع حماس، حيث قررت رايس زيارة "إسرائيل" والضفة الغربية الأسبوع المقبل لدعم ما يسمى بـ"جهود السلام" .
وكان رئيس الحكومة الفلسطينية في قطاع غزة، إسماعيل هنية، قد حمل أمريكا مسئولية الانقسام الداخلي الحادث بين الإخوة الفلسطينيين، وأكد أنها لن ترضى بالمصالحة الفلسطينية على أية حال .
وذكرت تقارير صحفية أن عباس طلب من الرئيس المصري حسني مبارك في اتصال هاتفي أمس الجمعة "أن ترعى القاهرة حوارًا فلسطينيًا شاملاً يحقق المصالحة الفلسطينية".
ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن مسؤول فلسطيني بارز قوله: "إن الرئيس عباس يبحث عن راع عربي للعب الدور المركزي في الحوار"، موضحاً إن فتح وحماس لن يجلسا معًا على طاولة المفاوضات في هذه المرحلة .
وخاطب عباس الشعب الفلسطيني بمناسبة عدوان الخامس من يونيو مساء الأربعاء الماضي، داعيًا إلى حوار وطني شامل لتنفيذ المبادرة اليمنية بكل عناصرها لإنهاء ظاهرة الانقسام الوطني.
وأوضح عباس أنه سيتحرك على المستويين العربي والدولي لضمان الدعم والتأييد لهذا التوجه، بما يعيد للشعب الفلسطيني وحدته الوطنية التي تشكل ضماناته الأقوى لاستعادة حقوقه الثابتة .
ويؤكد متابعو الشأن الفلسطيني أن التحول في موقف عباس بالنسبة لحماس، يرجع لفشل خيار المفاوضات مع المحتل "الإسرائيلي"، إضافة لتعنت الاحتلال، ورفضه التفاوض بشأن القدس، وكذا التوسع الاستيطاني الذي بدأ في التصاعد خاصة في القدس المحتلة.
ومن جهتها سارعت حركة حماس بالترحيب بدعوة عباس، وأكدت استعدادها للحوار الفوري في أي دولة عربية لإنهاء حالة الانقسام الفلسطينية الراهنة.