أنت هنا

30 جمادى الأول 1429
المسلم - هيئة نت

ذكرت هيئة علماء المسلمين في العراق أن المؤتمر الذي أطلق عليه اسم "مؤتمر العهد الدولي للعراق"، والذي أقيم في العاصمة السويدية استوكهولم، وعولت عليه الإدارة الأمريكية للتسويق لما يسمى بـ"مشروعات الإعمار" وحشد الدعم الدولي لها قد باءت بفشل ذريع .
وطالبت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس "بدعم العراق، ليس ماديًا، وإنما بتوفير الكادر القادر على إعادة بناءه".
ومن جهته صرح كار بيلدت، وزير خارجية السويد، بأن المؤتمر "لن يكون مؤتمر مانحين بقدر ما سيركز على دعم العملية السياسية والانتخابات المحلية القادمة"، الأمر الذي حول المؤتمر إلى الصفة التجارية، حيث وعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الشركات السويدية بأولوية تنفيذ المشاريع بالعراق، فيما صرحت الحكومة السويدية بأنها "ستساعد ولكن لا يعني ذلك أنها ستقوم بالعمل" .
وحاول المالكي إظهار شعبيته أمام سياسيي الدول المستضيفة بإقامة دعوة لمأدبة عشاء عن طريق السفارة العراقية في ستوكهولم، دعى إليها "النخبة المختارة من عراقيي المهجر"، فاقتصر الحضور على منستبي حزب الدعوة، وحزب الحكيم و"تجار الحرب" .

ولقي المؤتمر رفضًا شعبيًا كبيرًا حيث تلقت الشرطة السويدية أكثر من 10 طلبات بعقد مظاهرات احتجاجية في العاصمة السويدية ستوكهولم وحدها، إضافة إلى طلبات تظاهر أخرى حول المطار، وفي مكان انعقاد المؤتمر، كان أكبرها ما نظمتة خدمة الإعلام العراقي "آيريس" بالتعاون مع شبكة "ضد الحرب" والذي عقد في ساحة "سيرجل توري" وسط العاصمة السويدية .
ووصل عدد المتظاهرين قرابة الـ 4000 مشارك، وحضر التظاهرة 3 ممثلين عن أحزاب في البرلمان السويدي، هم الحزب الاجتماعي الديمقراطي الحاكم سابقًا، وحزب اليسار، ومحمد قبلان النائب المسلم عن حزب البيئة، إضافة إلى ممثلين عن جمعيات ومنتديات، وإعلاميين.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها: "نعم للعراق والمقاومة ولا للاحتلال والتقسيم"، و"عاشت المقاومة العراقية"، و"المجد والخلود لشهداؤنا الأبرار"، و"حاكموا مجرمي الحرب".
وكانت اللافتة الكبرى، والتي جذبت انتباه الصحافة، تلك التي قسمت إلى قسمين؛ رسم على أحدهما المالكي مُحركًا من "العم سام" بينما القسم الآخر كان لمقاوم عراقي يرفع سلاحه عاليًا، وكتب على اللافتة "عاشت المقاومة".
ونجحت تلك الفعاليات، والتظاهرات، بما فيها إقامة الدعوى القضائية ضد المالكي، في كسر حاجز التهميش من قبل الصحافة، التي لم تستطع تجاهلها، حيث ذكر الراديو السويدي برنامجًا تحليليًا تحت عنوان: "المالكي يهبط في السويد ويستقبل بدعوى قضائية"، عرض خلاله المتحدث باسم منظمة خدمة الإعلام العراقي "آيريس" الدعوى القضائية على الهواء مباشرة.
هذا بالإضافة إلى التغطيات الإعلامية من معظم الصحف السويدية، والقنوات التلفزيونية والفضائية بالسويد، وتغطية كل من وكالة رويترز للأنباء ووكالة الاسوسيتدبرس، وقناة الرافدين والشرقية الفضائيتين، وعدد من القنوات التلفزيونية في المملكة المتحدة وألمانيا.