أنت هنا

29 جمادى الأول 1429
المسلم - صحف

أصدرت محكمة جزائرية ببلدة تيارت، غربي البلاد، اليوم الثلاثاء، أحكامًا ‏بالسجن مع إيقاف التنفيذ، تراوحت بين شهرين وأربعة أشهر بحق أربعة ‏أشخاص اتهموا بالتنصير، وبرأت المحكمة شخصين آخرين. ‏
وأرجأت المحكمة النظر في قضية حبيبة قويدر، التي تواجه تهمًا ببمارسة ‏التنصير، لاستكمال التحقيق فيما هو منسوب إليها، حيث تم ضبطها ‏وبحوزتها منشورات تنصيرية . ‏
وكانت راما ياد الوزيرة في الحكومة الفرنسية المكلفة بحقوق الإنسان قد ‏زعمت أن قضية حبيبة "قضية اضطهاد عالمية"، على حد زعمها . ‏
وتمادت راما في تصريحاتها التي وصفت من خلالها المحاكمة بأنها سببت ‏‏"صدمة"، وهو الأمر الذي رددته منظمات حقوقية ونصرانية ووسائل إعلام ‏فرنسية تجمعت كلها في بلدة تيارت بشكل غير مسبوق لتغطية المحاكمة. ‏
ومن جهته أكد وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني أن ما ‏ادعته الوزيرة الفرنسية حول محاكمة حبيبة بأنها قضية سياسية، أمر عار ‏عن الصحة، وقال: "إن القضية قانونية ولاعلاقة لها بالسياسة".‏
وكانت الجزائر قد ردت على الاتهامات‎ ‎الخارجية بتعرض النصارى هناك ‏لمضايقات بأن الأنجليكانيين‎ ‎البروتستانت يحاولون سرًا بث الفرقة بين ‏الجزائريين لإعادة استعمار البلاد‎.
وأكد رئيس المجلس الأعلى الإسلامي المعين من قبل‎ ‎الحكومة الجزائرية، ‏أبو عمران الشيخ، أن الضجة في الغرب حول محاكمة الجزائرية حبيبة ‏قويدر إنما أثيرت لمصلحة جهات خارجية‎.
وأشار الشيخ إلى عدم وجود أي حركة معارضة للنصارى داخل الجزائر ‏وأن الأمر يتعلق باحترام الإسلام في دولة‎ ‎مسلمة، مثلما يجب احترام الديانة ‏النصرانية في دولة نصرانية، على حد تعبيره .‏‎
وذكر الشيخ في حديث مع صحيفة الخبر اليومية وجود أفراد تابعين للكنيسة ‏الأنجليكانية وصحفيين "إصلاحيين" يريدون بث الفرقة بين‎ ‎‏"الأشقاء" وهدفهم ‏السياسي على الأمد الطويل هو تشكيل أقلية تقترن ببعض‎ ‎المؤسسات ‏الأجنبية .‏
وصرح الشيخ بأن هذا شكل جديد من أشكال الاستعمار المتخفي وراء حرية ‏العبادة، وقال: إن الحركة الأنجليكانية تقوم بأنشطة سرية تنتهك تعاليم القرآن‎ ‎الكريم والسنة النبوية بشكل أو بآخر‎.
وكانت حبيبة (37 عامًا) قد اعتقلت في شهر مايو الماضي وهي "تقوم ‏بتوزيع الأناجيل على فئات من الشباب، كما تفيد المعلومات الأمنية، وتعمل ‏على إقناعهم باعتناق الديانة المسيحية والارتداد عن الإسلام"، الأمر الذي ‏دفع الأجهزة الأمنية إلى توقيف حبيبة وإحالتها على القضاء. ‏
وكانت الجزائر قد أصدرت قبل عامين قانونًا لـ"تنظيم الشعائر الدينية"، ‏قصدت من ورائه تحجيم أي نشاطات دينية غير مرخص بها من قبل جهات ‏غير حكومية، حيث نص القانون على عقاب كل من يمارس نشاطًا محظورًا ‏وفي أماكن غير مرخص بها. ‏
يذكر أن نسبة النصارى في الجزائر، لا تكاد تذكر، إذ أكدت وزارة الشؤون ‏الدينية بالجزائر أن عددهم لا يتجاوز الأحد عشر ألف نسمة من مجموع ‏تعداد سكان البلاد البالغ خمسة وثلاثين مليون نسمة حسب إحصاء شهر ‏أبريل الماضي. ‏