
أصدرت هيئة علماء المسلمين في العراق، اليوم الاثنين، بيانًا حول النشطات التنصيرية لقوات الاحتلال الأمريكية في العراق، أكدت من خلاله وجود سياسة ممنهجة للإدارة الأمريكية تهدف لنشر الفكر النصراني المتصهين. وذكرت الهيئة في بيانها أن ثمة نزعة دينية صليبية تعشعش في أذهان عدد كبير من منتسبي هذه القوات ضباطًا وجنودًا تدفعهم إلى استغلال قوتهم العسكرية لخدمة هذه النزعة.
وحذرت الهيئة المتحمسين من أرباب العملية السياسية الحالية لعقد اتفاقية طويلة الأمد مع هذه القوات من خطورة هذه الممارسات الصليبية، وأنذرتهم سوء العاقبة والمنقلب.
وأكد البيان في الوقت نفسه على أن أبناء الوطن من النصارى غير راضين عن هذه الممارسات الأمريكية، وأنهم قد أعربوا عن استيائهم منها لمرات عديدة، وتقديرهم أن الاحتلال يتعمد ذلك ليؤسس للفرقة والشقاق بين أبناء الوطن الواحد.
وذكر البيان عددًا من الممارسات التي لا تدع مجالاً للشك في وجود سياسة تنصيرية ممنهجة لدى الإدارة الأمريكية وقواتها المرابضة على أرض العراق، منها قيام بعضهم برسم صلبان على أغلفة المصحف الشريف، وقيام آخرين بقصف المساجد وسط صيحات فرح وابتهاج، ومداهمة عدد كبير من المساجد بهمجية تنم عن حقد أصيل، فضلاً عن إنشاء عدد من الكنائس الإنجيلية ذات الطابع الصهيوني.
وأشار البيان إلى ما حدث مطلع شهر مايو الماضي حين دعت قوات الاحتلال الأمريكية أهالي المدائن لاجتماع طارئ لتقديم مساعدات إغاثية، فإذا برفقة هذه القوات شخصيات مدنية تحدثت للحاضرين عن التعايش السلمي والتسامح الديني، وتم توزيع مساعدات ولعب للأطفال، ونسخ من كتاب "هل الله حقاً أبي"، وهو كتاب تنصيري، تم تقديمه وسط الهدايا والمساعدات.
وأدانت الهيئة في بيانها بشدة هذه الممارسات، باعتبارها تضيف لوجه الاحتلال القبيح وجهًا آخر أشد قبحًا، مؤكدة أنه لم يبق في جعبت هذه القوات إلا ما يضر الدين والأخلاق والقيم والمبادئ بعد أن أضرت بالبنى التحتية للبلاد وبالثروات وبحياة الإنسان.