
كشفت صحيفة بريطانية عن أن وزيرة الخارجية "الإسرائيلية" تسيبي ليفني المرشحة لأن تكون رئيسة وزراء الكيان الصهيوني المقبلة، في حال الإطاحة بأولمرت كانت عميلة سابقة لجهاز المخابرات (الموساد) في باريس خلال الثمانينات من القرن الماضي، وشاركت في عملية اغتيال مساعد القيادي الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد) في اليونان.
والتحقت وزيرة خارجية الكيان الصهيوني الحالية ـ حسب صحيفة "صنداي تايمز" اللندنية في تقرير نشرته في عددها الصادر أمس الأحد ـ بالموساد بعد أن تركت الخدمة العسكرية وهي في رتبة ملازم أول، مشيرة إلى أنها ظلت تتنقل عبر أوروبا من مقرها في باريس لملاحقة وقتل من وصفتهم الصحيفة بـ"الإرهابيين العرب". وأشارت الصحيفة إلى أن ليفني استقالت بعد ذلك، وعادت إلى الكيان اصهيوني لاستكمال دراستها في القانون، متذرعة بالضغوط التي تواجهها في عملها، على حد ما أوردته.
واعتمدت الصحيفة في تقريرها على شهادات زملاء سابقين لليفني، تؤكد أنها كانت عميلة نشطة عندما جرى اغتيال أحد أبرز مسؤولي الأمن في منظمة التحرير الفلسطينية مأمون مريش في العاصمة اليونانية أثينا في 21 أغسطس 1983 من قبل عميلين لـ "الموساد" كانا يستقلان دراجة نارية وأطلقا النار على سيارته.
وألقى عوزي محنايمي، مراسل الصحيفة البريطانية في "تل أبيب"، والمعروف بصلاته الوثيقة بالاستخبارات الصهيونية المزيد من الضوء على سجل ليفني في "الموساد"، وكيف كانت تلعب دورا فعالا في اغتيال قادة وكوادر المقاومة الفلسطينية.
وكشف محنايمي أنها "كانت في الخدمة الفعلية في الميدان حين اغتال الموساد مأمون مريش، العضو البارز في منظمة التحرير الفلسطينية في العاصمة اليونانية، أثينا، في الحادي والعشرين من أغسطس 1983 لكنها لم تكن متورطة بشكل مباشر في العملية، التي نفذها شخصان كانا على متن دراجة نارية، واقتربا من السيارة التي كانت تقله، وفتحا نيران أسلحتهما باتجاهه، بيد أن دورها في الموساد لا يزال محاطا بالأسرار. وبعد هذه العملية بفترة قصيرة استقالت ليفني من الجهاز، وأكملت دراستها للقانون، وعزت أسباب استقالتها إلى ضغوط العمل الشديدة عليها.
ومن الجدير بالذكر أن ليفني تنحدر من عائلة صهيونية إرهابية بامتياز، فقد تم القبض على والديها لارتكابهما جرائم مروعة ضد العرب في أربعينات القرن الماضي أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين. وكانت والدتها سارة زعيمة منظمة "أرجون" الصهيونية المسلحة التي نفذت عمليات عديدة في فلسطين خلال فترة الانتداب البريطاني. وكان من بين العمليات التي قامت بها والدتها جريمة سطو على قطار كان يحمل مبلغ 135 ألف جنيه استرليني، كما اعترفت والدتها، في حديث صحافي قبل وفاتها مؤخرا، بأنها شاركت في تفجير قطار آخر كان متجها من القدس إلى "تل أبيب". أما والدها إيتان، الذي لا يزال على قيد الحياة، فقد صدر حكم بسجنه 15 عاماً بعد إدانته بمهاجمة قاعدة عسكرية بريطانية، ولكنه لاذ بالفرار.