أنت هنا

27 جمادى الأول 1429
المسلم-متابعات:

توقع الاتحاد الدولي لمكافحة أمراض السل والرئة أن يبلغ عدد وفيات ضحايا تدخين السجائر في العام الجاري نحو ستة ملايين شخص، وهو ما يفوق ضحايا الإيدز والملاريا والسل. وأشار الاتحاد في بيان أصدره بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين (أمس) إلى أن ذلك الرقم مرشح لأن يرتفع إلى ثمانية ملايين عام 2030.
وأشار المدير التنفيذي للاتحاد نيلس بيلو إلى "أن عدد الضحايا قد يصل إلى مليار نسمة خلال القرن الحادي والعشرين".
وقال الاتحاد في البيان "إن العبء الأكبر في مكافحة أضرار التبغ سيكون على عاتق الدول النامية، التي تضم 85% من شباب العالم، أي ما يعادل 1.8 مليار نسمة تتراوح أعمارهم بين العاشرة والرابعة والعشرين". وذكر رئيس قسم مراقبة التبغ في الاتحاد سينياد جونز "أن مائة ألف شاب يحاولون يوميا تجربة أحد منتجات التبغ، وهو ما يجعل شركات إنتاج التبغ تنفق عشرات الملايين من الدولارات لإغراق الأسواق بمنتجاتها القاتلة، وإغواء الشباب بتجربتها لتحويلهم إلى مدمنين مع مرور الوقت"، بالإضافة إلى أن هذه الشركات ترصد ميزانيات بالمليارات على الإعلانات الترويجية والتسويقية لمنتجاتها التي تستهدف الشباب بالدرجة الأولى.
ومن الجدير بالذكر أنه وعلى الرغم من أن شركات التبغ وقَّعت تعهدا بعدم تسويق منتجاتها للأطفال بشكل مباشر أو غير مباشر في عام 1998؛ إلا أنها لم تمتثل لهذا التعهد، وفي الأعوام الثلاثة التالية رفعت نسبة الأموال التي تضخها في التسويق إلى 66.6% لتصل إلى 11.2 بليون دولار في عام 2001، حسب تقرير اللجنة الفيدرالية للتجارة. وتشير إحصاءات إلى أن 90 في المائة من المدخنين يبدءون التدخين قبل بلوغهم سن الـ21، و60% منهم يبدءونه قبل سن الـ 14، لذا قامت جميع شركات التبغ بدراسات عدة لفهم سيكولوجية المراهقين ومعرفة احتياجاتهم والسبل المثلى للتأثير فيهم. وقسمت عملية التدخين -من تجربة أول سيجارة حتى إدمانها- إلى عدة مراحل، ووضعت استراتيجيات لكل مرحلة، مستهدفة الأخذ بأيدي الأطفال منذ البداية لصعود سلم التدخين خطوة بخطوة؛ حتى تصل بهم إلى مرحلة الإدمان.
ويبدأ مخطط الإيقاع بالمراهقين باستهدافهم وهم أطفال؛ لضمان غرس الصورة المبهرة للمدخن في أذهانهم منذ أعوامهم الأولى، حتى تصبح حاجةً يجب إشباعها بمجرد وصولهم مرحلة المراهقة، إن لم يكن قبلها.وقد وُجد في المستندات الداخلية لشركات التبغ دراسات قامت بها على أطفال يبلغون من العمر خمس سنوات، ودراسات أخرى وصلت لأعمار أقل. وعندما سئل ممثل إحدى شركات التبغ عن الحد الأدنى لعمر الشريحة المستهدفة لأحد الدراسات قال: "كل من له شفاه فنحن نريده".