أنت هنا

26 جمادى الأول 1429
المسلم - وكالات

أعلن مصدر طبي بدائرة الصحة في مدينة الموصل بمحافظة نينوى، اليوم ‏السبت، عن تسلم دائرة‏‎ ‎الطب العدلي في المحافظة بقايا أشلاء عشرات ‏الجثث التي تعود‎ ‎لمعتقلين تم احتجازهم في أكبر مقر شغلته مليشيا ‏البيشمركة العنصرية، بحي‎ ‎التنك شرقي الموصل‎.
وحسب ما ذكرت وكالة الأنباء العراقية "واع" فقد أوضح المصدر الطبي، ‏الذي طلب عدم الكشف عن اسمه،‎ ‎أن الجثث تعود لمعتقلين قضى معظمهم ‏تحت التعذيب، أو قتلوا على يد مليشيا البيشمركة، التي كانت تفرض ‏سيطرتها على مدينة الموصل.‏‎
وعلى الصعيد ذاته دعا مدير دائرة الطب العدلي بمحافظة‎ ‎نينوى جميع ‏العائلات الموصلية التي فقدت أفرادًا لها أو لديها مختطفين أو معتقلين مراجعة دائرة الطب العدلي في المحافظة‎ ‎للتعرف على ‏أبنائها الذين يحتمل أن يكونوا بين هذه الجثث التي لم يحدد عددها،‎ ‎مكتفياً ‏بالقول أنها بالعشرات‎.
يذكر أن مليشيا البيشمركة، وهي كلمة كردية تعني بالعربية الفدائيين‏، كانت تشن‎ ‎حملات دهم بين الحين والآخر يختفي ‏على إثرها الكثير ممن تعتقلهم؛ إذ تعمل على‎ ‎تصفيتهم في مدينة الموصل ‏نفسها أو نقلهم إلى معتقلات تضم آلافًا من‏‎ ‎المعتقلين، حسب ما أفاد به عدد ‏من المعتقلين الذين خرجوا من تلك المعتقلات .‏
وتأسست البيشمركة في ستينيات القرن الماضي كذراع عسكري للأحزاب السياسية في جبال إقليم كردستان، حيث سيطرت تمامًا على الإقليم في بداية التسعينات، وتملك شرعية قانونية لقواتها البالغ عددها مائة وتسعين ألف مقاتل كردي داخل الإقليم، بينما أكد نواب الموصل على أنها ميليشيا يجب حلها إذا خرجت عن حدود الإقليم.
وقوات البيشمركة من أقوى المناصرين لجيش الاحتلال الأمريكي، وساهمت بشكل فاعل في إسقاط نظام صدام حسين عام 2003، كما طاردت العديد من فلوله، حيث تمكنت من القبض على طه ياسين رمضان، نائب الرئيس العراقي، وسلمته لقوات الاحتلال الأمريكية .
وكانت شبكة أهل السنة في العراق قد أعلنت منتصف الشهر الجاري أن المقاومة السنية في الموصل قد توعدت قوات البيشمركة هناك باكتساحهم وضربهم في عمق مقراتهم، كرد على التهديدات التي أطلقها الرئيس العراقي جلال الطالباني باكتساح واقتحام مدينة الموصل .