
في الوقت الذي نفى فيه الرئيس الباكستاني برويز مشرف بشدة نيته التنحي، منقدا مروجي "الشائعات" حول عزمه مغادرة منصبه الرئاسي قبل عزله من جانب الحكومة الجديدة، تبادلت المؤسسة العسكرية مع واشنطن عبارات غزل سياسية تشدد على متانة العلاقات بين الجانبين.
وقال مشرف، في مأدبة أقامها لقائد الجيش وكبار الساسة مساء أمس "يتحدثون عن خلافات بيني وبين الجيش، لسوء الحظ، فإن ترويج الشائعات جزء من ثقافة سيئة يبثها المروجون حيث تنتشر قصص مختلقة".
وأكد وهو يشير إلى وجود قائد الجيش في المأدبة أن بينهما أفضل الروابط. وأضاف: "لقدت خدمت في الجيش ستة وأربعين عاما، فكيف يكون هناك خلاف بيني وبين القائد أو بيني وبين الجيش؟!".
من جهته، قال آصف زرداري، زعيم حزب الشعب الباكستاني بالوكالةً، الذي شكل حكومة ائتلافية مع حزب الرابطة الإسلامية منذ شهرين، قبل أن ينسحب حزب الرابطة مؤخرا: إنه يؤمن بالحوار وبالصبر في علاقاته مع الرئيس، وكان يشير بذلك إلى التعديل الدستوري الذي أعده حزبه للتقليل من مهام الرئيس ليكون "رئيسا صوريا" لا يملك سلطة حقيقية. وهو تعديل سيستغرق عدة أشهر لمناقشته، ما يجعل رحيل مشرف حاليا مستبعدا، وفقا لما ذكره مسؤول في حزب الشعب.
من جهة أخرى، وفي تأكيد استمرار دعمه له، اتصل الرئيس الأمريكي جورج بوش أمس الجمعة بمشرف وجدد دعمه له. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو للصحفيين: "أكد الرئيس مجددا دعم الولايات المتحدة القوي لباكستان، وأشار إلى أنه يتطلع إلى مواصلة دور مشرف في تعزيز العلاقات الأمريكية الباكستانية".
ورد طارق مجيد، رئيس هيئة رؤساء الأركان المشتركة الباكستانية على غزل واشنطن السياسي بغزل مماثل، عبر تأكيده اليوم أن العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة "ستظل قوية"، حتى مع الإدارة المقبلة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مجيد قوله، على هامش مؤتمر أمني: إن الهدف المشترك المتمثل في مكافحة "الإرهاب" سيظل أساس العلاقة بين البلدين". وأضاف: "لدينا أهداف مشتركة، والتزامات مشتركة، ومن ثم فلا أجد سببا لألا تكون علاقتنا وثيقة حتى مع تغير الإدارة الأمريكية."
وكانت محادثات السلام التي أجرتها إسلام أباد في الآونة الأخيرة مع الإسلاميين في منطقة القبائل المحاذية لأفغانستان قد أثارت قلق المسؤولين الأمريكيين، وهو ما دفع إدارة الرئيس بوش لإظهار دعمها العلني للرئيس مشرف في مواجهة معارضيه، حتى تضمن استمرار الحرب بالوكالة التي يخوضها الجيش الباكستاني نيابة عن الولايات المتحدة في المنطقة.