أنت هنا

25 جمادى الأول 1429
المسلم - وكالات

اضطرت قوات الاحتلال الأمريكية بالعراق إلى إعفاء أحد عناصر قوات ‏المارينز هناك، أمس الخميس، بسبب حالة الغضب التي انتابت العراقيين ‏جراء قيامه بمهام تنصيرية هناك .‏
وبحسب وكالة سي إن إن الإخبارية فإن الجندي قد افتضح أمره بسبب ‏الشكاوى المقدمة بحقه، حيث كان يقوم بتوزيع قطع نقدية تحمل كتابات من ‏الإنجيل، أثناء‎ ‎وجوده على حاجز عسكري للاحتلال في الفلوجة.‏
وصرح المتحدث عن جيش الاحتلال بأن العراقيين اشتكوا من قيام أحد ‏عناصر المارينز بإعطاء المارة العراقيين عند الحاجز قطعًا نقدية عليها ‏كتابات إنجيلية باللغة العربية‎.‎
وادعى المتحدث الأمريكي أن اللوائح والأنظمة الداخلية للجيش الأمريكي ‏تمنع قيام عناصر الجيش بأداء أي عمل‎ ‎تنصيري ‏‎.‎
وزعم جيمس ويليش رئيس هيئة أركان القوات الدولية المشتركة، في القطاع ‏الغربي في العراق أن هذا الأمر (التنصير) يحظى باهتمام المحتل الأمريكي ‏بشكل كلي، مدعيًا مشاركة قيادة جيشه للمواطنيين العراقيين بالغ قلقهم لهذه ‏الحادثة التي وصفها بـ"الخطيرة"، وقال: "إننا نقدر بالغ التقدير‎ ‎علاقاتنا مع ‏المواطنين المحليين" .‏
ومن جهته صرح بيل بانكر، المتحدث باسم قوات التحالف بأن "اللوائح ‏العسكرية تحظر على‎ ‎عناصر "قوات التحالف" القيام بـ"أعمال تبشيرية" لأي ‏دين أو معتقد أو ممارسة.. وتم تدريب‎ ‎قواتنا على هذه اللوائح والإجراءات ‏قبل إعادة انتشارهم في الخارج"، على حد قوله .‏
وأصدرت قوات الاحتلال بيانًا عسكريًا جاء فيه أنه سيتم اتخاذ الإجراءات ‏اللازمة بحق الجندي "المنصر" والتابع لقوات المارينز‎.‎
وقد نشرت أمس الخميس الصحف التابعة لمجموعة "ماكلاتشي" أمثلة لبعض ‏العبارات التنصيرية التي نقشت على القطع النقدية والتي منها "أين ستقضي ‏آخرتك"، "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل ‏من يؤمن به بل تكون‎ ‎له الحياة الأبدية"، على حد افترائهم على الله عز ‏وجل.‏
وكان العديد من سكان الفلوجة قد اشتكوا إعطاء جند الاحتلال لهم أمثال تلك ‏القطع النقدية "التنصيرية" على مدى اليومين الماضيين، واشتكوا عناصر ‏قوات الاحتلال الأمريكية، من‎ ‎أنهم يتصرفون كـ"منصرين"‏
وتأتي الحادثة التنصيرية لأحد عناصر المارينز الأمريكي بأرض العراق ‏عقب أسابيع قليلة على كشف هيئة علماء المسلمين بالعراق للواقعة التي أقدم ‏فيها بعض جنود المحتل الأمريكي على اتخاذ نسخة من القرآن الكريم ‏كغرض للرماية، وهو ما لم تعتذر عنه الإدارة الأمريكية حتى الآن .‏
يذكر أن مجلة "تايم" الأمريكية كانت قد نشرت في أول أعدادها بعد غزو العراق عن "ريتش هايني" أحد المنصرين التابعين لمنظمة "داون" التنصيرية قوله: "لم تحظَ الحركة التبشيرية الإنجيلية بفرصة جيدة منذ أكثر من عقد من الزمان بمثل العراق، وإنه في مقدورنا أن نقول: إن هذه الحرب نعمة للمبشرين"، على حد تعبيره .
وتؤكد التقارير وجود أكثر من مائة منظمة تنصيرية بالعراق، تحت ستار الأعمال الإغاثية، وهو ما يعترف به الأمريكيون أنفسهم، ولكنهم يدعون أن المنصرين إنما قدموا لتقديم العون للناس لا لتنصيرهم .
يشار أيضًا إلى الدور الذي يقوم به جيش الاحتلال الأمريكي في عمليات التنصير بالعراق حيث ثبت أن كثيراً من الأطفال الذين تم خطفهم من "الفلوجة" ومناطق عراقية أخرى بعد استشهاد ذويهم، قد سلمتهم القوات الاحتلالية إلى الهيئات والمنظمات التنصيرية.
ومن الجدير بالذكر أن الميليشيات الشيعية بالعراق قد ساهمت بدور فاعل في عمليات تنصير أطفال العراق، كما حدث في "معهد الحنان لرعاية الأيتام" ببغداد والذي تعرض أطفاله للاعتداء والاغتصاب من قِبَل أفراد "قوات بدر" ومليشيات "جيش المهدي"، ليعلن بعدها أنه تم اللحصول على الموافقات اللازمة من الحكومة الشيعية بالعراق لنقل أطفال دار الحنان إلى الولايات المتحدة لتلقي الرعاية المطلوبة هناك .