
زعم حزبي الشعب الجمهوري والحركة القومية المعارضان، أمس الأربعاء، أن أجهزة الأمن التركية تتنصت على مكاتبهم لصالح الحكومة التي يترأسها حزب العدالة والتنمية .
وادعى زعيم حزب الشعب الجمهوري دنيز بايكال في مؤتمر صحافي أن أجهزة الأمن تتنصت على المركز العام للحزب، وخاصة على اللقاء الخاص الذي جرى بين نائبه في الحزب أوندار ساوف ومواطن تركي أراد الحج، ومن ثم سربتها إلى صحيفة إسلامية.
وكانت الصحف الإسلامية في تركيا قد نشرت نص لقاء خاص دار بين السكرتير العام لحزب الشعب الجمهوري أوندار ساوف في غرفته مع مواطن فقير وكبير في السن طلب منه أن يساعده لأداء فريضة الحج، فما كان من المسئول الحزبي إلا أن سخر من الرجل ومن الرسول محمد صى الله عليه وسلم .
وفي محاولة من رئيس الحزب لمعالجة الأمر سياسيًا بعد أن أثارت القصة التي نشرتها الصحافة الإسلامية في تركيا ردود أفعال غاضبة لدى عموم الأتراك، وبخاصة مع اقتراب الانتخابات التركية فقد قال بايكال: إن "هذا التجسس قام به أتباع الحكومة .. وسنفضح الحادثة وندونها في سجل الأمن والتاريخ".
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" قول بايكال: "إنهم يتنصتون على كل أسرارنا في المركز العام للحزب المعارض الأكبر في تركيا"، في محاولة منه للنيل من الحزب الحاكم والخروج من غضبة الشعب التركي بعد نشر الحديث المسيء لسكرتير حزبه .
وادعى بايكال أن الحكومة التركية تحصل "أموال الشعب لشراء أجهزة .. تستخدم ضد المواطنين، وهذا غير قانوني ونحن نسألهم من الذي يقف وراء هذا التجسس .. فهم يخالفون القانون أيضًا".
وتابع بايكال: "إن الدولة لا يمكن أن تستمر مع مثل هذا الجهاز الأمني والمخابراتي والحكومة ووزارة الداخلية داعيًا الحكومة للاستقالة .. متهمًا الحكومة بضربها حقوق الإنسان والديمقراطية بعرض الحائط".
من ناحية أخرى أعرب حزب الحركة القومية، ثاني أكبر حزب معارض في البلاد، عن قلقه البالغ من احتمال أن يُتنصت عليه أيضًا، وقال زعيم الحزب دولت باهشلي: "قضايا التنصت في تركيا حولت البلد إلى إمبراطورية الخوف .. إذ يجب أن يكون الجميع حريصًا ودقيقًا في كل تحرك يقوم به" متهما الحزب الحاكم بالسعي إلى فرض رقابته على الدستور والحقوق والديمقراطية من خلال إنشاء ديكتاتورية الخوف.
وقال باهشلي: إن "الحكومة تريد أن تحول تركيا إلى نظام شمولي تسيطر من خلاله على حياة المواطن الخاصة".
وكانت صحيفة (وقت) والقنوات الإسلامية قد نشرت ما جاء على لسان السكرتير العام لحزب الشعب الجمهوري أوندار ساوف لمواطن تركي طلب المساعده لحج بيت الله الحرام، فرد عليه ساوف ساخرًا: "هل تريد أن تبدد الأموال على العرب.. لعل محمدًا لن يتركك تعود في حال ذهبت لزيارته".
يشار إلى أن حزب العدالة والتنمية يلقى هجومًا قويًا من المعارضة العلمانية، التي ترى أن الحزب يحاول زعزعة علمانية البلاد وثوابتها، على حد زعمهم، فيما تنتظر الساحة السياسية في تركيا قرار المحكمة الدستورية العليا بشأن حظر حزب العدالة والتنمية و71 من أعضائه في الدعوى المرفوعة من المدعي العام التركي ضد الحزب .