
كشفت صحيفة عبرية، اليوم الخميس، عن خطة وضعت على طاولة لجنة الخارجية والأمن في "الكنيست الإسرائيلي" تحت اسم مشروع "خطة قناة السلام" يقضي بنقل المياه من تركيا عبر سوريا .
ووصفت صحيفة يديعوت أحرونوت هذه الخطة بأنها ترسخ وتعزز اتفاق السلام الذي أثير مؤخرًا بوساطة تركية بين "إسرائيل" وسوريا, كما يقدم حلولاً للمشاكل المائية لسوريا، و"إسرائيل"، و"الأردن"، على حد وصف الصحيفة .
وبحسب الصحيفة فإن الخطة تقوم على نقل قرابة الثلاثة مليار متر مكعب من المياه سنويًا من نهرين يقعان جنوبي تركيا هما نهري "سيان وجان"، اللذين يتدفق منهما نحو 14 مليار متر مكعب من الماء, يروح معظمها دون جدوى في مياه البحر الأبيض المتوسط .
وأشارت الصحيفة أن إجمالي استهلاك المياه في "إسرائيل" هو 2 مليار متر مكعب في السنة فقط.
وأوضحت الصحيفة أن المشروع يقوم على صب المياه من خلال أنابيب وقنوات مغلقة تحت الأرض إلى الحدود التركية السورية، ومن هناك عبر غربي سوريا، بالتوازي مع محور "حلب ـ دمشق" التي تعاني من مشاكل بكمية ونوعية المياه، حتى منطقة دمشق، وبعدها حتى ملتقى وادي ركاد الذي يبلغ طوله نحو 40 كم، حيث تحفر قناة مائية عميقة على جانبيها عائق دبابات, ومن فوقها عدد من الجسور لعبور البضائع وقت السلم, وعند التهديد العسكري تغمر الجسور بالمياه، وتستخدم قناة الماء عائقا "ماديًاـ بريًا" ضد هجوم مفاجيء من المدرعات السورية.
وحسب الاقتراح، يتم إسقاط المياه إلى سفوح الجولان الغربية لمنطقة الأردن، حيث تستغل الطاقة المولدة بفضل فارق الارتفاع في نقل المياه بطول يصل إلى نحو 700 كم .
يذكر أن فكرة نقل المياه التركية قد سبق وطرحها الرئيس التركي تورجت أوزال, من خلال أنبوب يمر عبر سوريا، والأردن، و"إسرائيل"، والضفة وصولاً إلى المملكة العربية السعودية, ولكن الخطة ردت حينها .
وتعد المعركة على مصادر المياه هي أحد عوامل النزاع في المنطقة العربية، بين العرب و"إسرائيل" .
هذا وقد تم نقل الخطة لرئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست "الإسرائيلي"، وللسفير السوري في واشنطن عماد مصطفى، حيث تشير التحركات التركية بين سوريا و"إسرائيل" إلى أن الخطة وصلتهم وأنهم بحثوها بشكل جدي فيما بينهم .
ويرى مسئولون أتراك وسوريون و"إسرائيليون" أن هذه الفكرة كفيلة بأن تعيد الترتيبات "السلمية" بين "إسرائيل" وسوريا, حيث أعلن مؤخرًا السوريون عن استعدادهم لأن تواصل "إسرائيل" استخدام مصادر المياه حتى بعد الانسحاب من هضبة الجولان شريطة أن يعوض الأتراك السوريين بالمياه .