
تنطلق اليوم في العاصمة العاصمة السويدية استوكهولم، النسخة الثانية من مؤتمر "العهد الدولي"، الذي انعقد لأول مرة في مدينة شرم الشيخ المصرية، في محاولة للإيحاء بحدوث تقدم أمني في العراق الذي ما يزال يرزح تحت نير الاحتلالين الأمريكي والإيراني، والضغط على الدول العربية لإسقاط ديونها عليه.
ومن المقرر ان يحضر المؤتمر كل من وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، والأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، إضافة إلى وفود تمثل زهاء مائة دولة.
وزعمت وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، التي كانت تتحدث أمام الصحفيين المرافقين لها على متن الطائرة التي أقلتها إلى استوكهولم، أن الأوضاع في العراق شهدت تحسنا ملحوظا خلال العام الماضي، وقالت: إن العراق أصبح في وضع "مختلف تماما" عما كان عليه قبل سنة، وأنه "يواصل التقدم نحو الأمام"، وأضافت أن العالم يحتاج إلى دعم جهود إعادة الإعمار في العراق على ضوء تحسن الوضع الأمني هناك.
وجاء في بيان اصدره مكتب رئيس الوزراء الطائفي الشيعي نوري المالكي أن رئيس الوزراء العراقي سيسعى للحصول على مساعدة المجتمع الدولي في "إلغاء الديون والتعويضات المترتبة عليه بسبب حروب ومغامرات النظام السابق، ومنع التدخل في شؤونه الداخلية"، حسب ما جاء في البيان.
وقال وزير الخارجية السويدي كارل بيلت قبيل انعقاد المؤتمر: إن على الدول العربية، التي وصفها بـ "السنية"، تقديم المزيد من الدعم للحكومة العراقية من أجل دفع حركة إعادة الإعمار في العراق إلى الأمام. ونقلت عنه وكالة "رويترز" قوله: "أعتقد بأن هناك ضرورة لأن تكثف الدول العربية علاقاتها مع العراق".
ويعتقد مراقبون بأن مؤتمر استوكهولم سواء في نسخته المصرية أو السويدية مجرد محاولة "أمريكية" بغطاء دولي وأممي لإظهار نجاح الولايات المتحدة في تحقيق تقدم في العراق، على الرغم من الشهادات التي أدلى بها كبار الساسة الأمريكيين أنفسهم حول "الفشل الذريع" الذي منيت به سياسة بوش وصقوره هناك، وبقاء الحكومة العراقية "طائفية" بامتياز بعد استمرار مقاطعة العرب السنة لها بالإضافة إلى الكتل العلمانية ككتلة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي، فضلا عن استمرار التدهور الأمني في ضوء التدخلات الإيرانية في الصراع الشيعي – الشيعي، وانكشاف أكذوبة "إعمار العراق" بعد كشف هدر مليارات الدولارات بلا رقيب أو حسيب وفقا لما كشفته هيئة في مجلس النواب الأمريكي مؤخرا.