أنت هنا

23 جمادى الأول 1429
المسلم - الهيئة نت

أدانت هيئة علماء المسلمين في العراق، أمس الثلاثاء، خطة أممية تقدم بها ‏ممثل السكرتير العام للأمم المتحدة في العراق، ستيفاني ديمستورا، بشأن ما ‏يسمى بالمناطق المتنازع عليها بين الطوائف العراقية، لحل هذه المعضلات ‏وخاصة المتعلقة بمدينة كركوك النفطية .‏
وذكّرت الهيئة الأمم المتحدة بتاريخها المليئ بقرارات أضرت بالعراق ‏وشعبه، ودعتها إلى وقف مسلسل التورط لممثليها في العراق، والتي من ‏شأنها إلحاق المزيد من الظلم والأذى بالعراق وشعبه، والتأسيس لفتن داخلية ‏لا يعلم مداها إلا الله .‏
وطالبت الهيئة بالمقابل المؤسسة الأممية بالاهتمام بمعاناة الشعب العراقي، ‏والمهجرين من أبنائه؛ الذين‏‎ ‎لم يحظوا بما يستحقونه من اهتمام من قبل هذه ‏المؤسسة الدولية‎.
وقد سجل بيان هيئة العلماء ملاحظات حول خطة ستيفاني تمثلت في الآتي:‏
أولا: اعتماد خطة‏‎ ‎ستيفاني نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت عام ‏‏2005 وتحديد حجم‏‎ ‎النزاع وفقًا لتلك النتائج، موضحة أن الجميع يعلم أن ‏هذه‎ ‎الانتخابات لم تكن سليمة بالمرة، وأنها خضعت لهيمنة الأحزاب المتنفذة ‏وسطوة‎ ‎ميليشياتها، كما تلاعب الاحتلال بآلياتها،‏‎ ‎وساهم في تزوير نتائجها، ‏إضافة لمقاطعة فئات كبيرة من الشعب العراقي لها.‏
وأنكرت الهيئة على الأمم المتحدة، وهي الأعرف بكل ما جرى، سماحها ‏لممثلها بالعراق اعتماد ما يعد بحد‎ ‎ذاته مشكلة ومحل طعون قانونية جمة في ‏حل معضلات من هذا النوع .‏
ثانيا: أن وضع العراق، المضطرب والغير مستقر بسبب وجود المحتل ‏الأمريكي، لا‎ ‎يسمح بطروحات من شأنها تأجيج الصراع الداخلي، وعرض ‏حلول تشم منها راحة الانحياز إلى‎ ‎جهة دون أخرى.‏
وأوضح بيان الهيئة وجود جهات تتقوى بالاحتلال لتحقق مكاسب على ‏حساب آخرين تبنى الاحتلال‎ ‎إزاءهم سياسة الإقصاء والتهميش‎.
ثالثا: أعرب عدد من نواب البرلمان الحالي عن عدم‎ ‎ارتياحهم من أداء ‏مكتب الأمم المتحدة في بغداد ولاسيما في هذا الموضوع، وانه تجاوز‎ ‎صلاحياته المعلنة، وبدأ يتدخل بالشأن الداخلي، وقد قدم هذه الخطة من دون ‏طلب من‎ ‎الجهة المعنية، بما يثير شكوكًا كثيرة حول حيادية هذا المكتب ‏ونزاهته‎.
وأكد‎ ‎بيان الهيئة أنه في كل الأحوال فإن قضية كركوك وغيرها من المناطق ‏التي تسمى بالمتنازع‎ ‎عليها، لا ينبغي أن تحل في ظل هذه الظروف المعقدة، ‏لأن الحلول المقترحة لن تكون محل‎ ‎اتفاق أبدًا، بسبب الشعور السائد لدى ‏العراقيين بغياب العدل، ووجود هيمنة للاحتلال‎ ‎وحلفائه تحول دون إيجاد ‏حلول منصفة للجميع .‏