أنت هنا

23 جمادى الأول 1429
المسلم - وكالات

أعلن منسق العلاقات المصرية الليبية، الليبي أحمد قذاف الدم، اليوم الأربعاء ‏من القاهرة، تأييد ليبيا،‎ ‎من حيث المبدأ، لمشروع الاتحاد الأورومتوسطى، ‏مطالبًا في الوقت ذاته بكشف الغموض الذي يكتنف المشروع .‏
وصرح المسؤول الليبي للصحفيين بعد لقاءه الرئيس المصري حسني ‏مبارك: "لا يزال‎ ‎هناك غموض يكتنف الكثير من جوانب هذا الطرح ‏الأوروبي عن هذا الاتحاد" .‏
وأوضح قذاف الدم: "يجب‎ ‎أن يكون لنا رأي فى هذا الطرح لأننا لسنا متلقين ‏فقط، ولقد سبق أن نادينا بأن يكون‎ ‎البحر المتوسط بحيرة للسلام وخاليًا من ‏الأساطيل الحربية"، في إشارة منه إلى أن الطرح غير قابل للتعديل، وأنه ‏يحوي تدخلات أوروبية بالمنطقة العربية .‏
وشدد قذاف الدم على ضرورة "أن يكون للقارة الأفريقية والجامعة العربية ‏رأي فى هذا الشأن‎ ‎كما هو الأمر بالنسبة للقارة الأوروبية" .‏
ولكن قذاف الدم عاد ليقول: إن "التشاور مستمر" مع الدول الأوروبية ‏والرئيس الفرنسي نيكولا‎ ‎ساركوزي الذي قدم هذا الاقتراح" .‏
وكان وزراء خارجية وممثلو الدول العربية التسع المدعوة للانضمام إلى ‏هذا الاتحاد (سوريا ولبنان والأردن وفلسطين ومصر وليبيا وتونس ‏والمغرب وموريتانيا) قد اجتمعوا‎ ‎السبت الماضي في القاهرة لتحديد موقف ‏عربي تجاه المشروع ‏
وقرر وزراء خارجية الدول التسع إعداد ورقة تتضمن‎ ‎الأفكار العربية حول ‏تأسيس الاتحاد الجديد لطرحها خلال الاجتماع المقرر عقده في سلوفينا في ‏‏9 و10 يونيو المقبلين، حيث من المقرر إعلان قيام الاتحاد الأورو-‏متوسطي خلال قمة لدول شمال وجنوب المتوسط‎ ‎ستعقد في باريس في 13 ‏يوليو المقبل‎. ‎
يشار إلى أن العرض الفرنسي بقيام الاتحاد الأورو متوسطي جاء بعد فشل المشروع الأمريكي حول المتوسط الكبير، وإن كان بعض المحللين يرى أن الغرض منه اقتصادي بالدرجة الأولى، وليس سياسيًا كما كان يهدف المشروع الأمريكي، وإن كان الغموض يكتنف المشروع من جهة الوجود "الإسرائيلي" في الاتحاد، وهل المشروع في بعض بنوده يمثل تواصلاً مع المشروع الأمريكي المتوسطي الذي يعد مشروعًا "إسرائيليًا" بالأساس.
جدير بالذكر أيضًا أن هناك العديد من المحاور الهامة حول الاتحاد الجديد ممثلة في العدالة والمساواتية بين أعضاء الاتحاد، وهل سيوظف لمصلحة فريق دون آخر، أم ستكون القيم الإنسانية المشتركة هي الأساس والقاعدة وليس تغليب رأي خصوصي على الأكثرية؟، وهل سيعني الاتحاد الجديد هيمنة جديدة لدول أوروبا على دول جنوب المتوسط، وهل موافقة دول جنوب المتوسط على الطرح الفرنسي يعني تبعيتها لدول المركز الأوروبي؟ وكيف ستحقق تلك الدول تنمية عادلة في ظل تطور لامتكافىء وتقسيم إقليمي متفاوت للعمل؟