
اتهمت مصادر مصرية مسئولة إيران بالوقوف وراء الأحداث الإنقلابية الأخيرة بالسودان، مشيرة إلى أن حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور، والتي قادت انقلاب أم درمان، استخدمت أسلحة إيرانية الصنع .
ووصفت تلك المصادر خليل إبراهيم زعيم حركة العدل والمساواة بأنه 'مخلب إيران' الجديد في السودان.
واستندت المصادر المصرية في اتهامها إلى ما كشفت عنه السلطات السودانية من أن المتمردين الذين شاركوا في انقلاب العاشر من مايو الجاري كانوا يحملون أسلحة إيرانية الصنع .
ومن جهتها شككت الخرطوم في مسألة وجود تورط إيراني وقالت أنه من المحتمل استبعاده، مشيرة إلى أن مجرد وجود أسلحة إيرانية ليس دليلاً على تورط طهران، خاصة وأن دارفور تعد سوقًا كبيرًا للسلاح، فضلاً عن علاقة الخرطوم المتميزة بطهران .
ونشرت صحيفة الجمهورية المصرية في عددها الصادر اليوم الثلاثاء عن تلك المصادر المسؤولة تأكيدها أن عمليات فحص الأسلحة التي استولت عليها القوات المسلحة السودانية من متمردي حركة العدل والمساواة في الخرطوم يوم العاشر من مايو، أظهرت أن بعضًا منها أسلحة إيرانية حديثة الصنع، إضافة لضبط كميات من الذخائر والمعدات الإيرانية التي خلفها المتمردون وراءهم، بعد هزيمتهم أمام القوات السودانية.
وذكرت الصحيفة أن تدخل إيران في السودان جاء "بعد أن زرعت إيران رجالها في لبنان وفلسطين، وبعد أن أقدم حسن نصر الله زعيم "حزب الله" على اختطاف بيروت وتدمير البلاد في حرب كانت كارثة علي الاقتصاد اللبناني .. " .
وأضافت الصحيفة أنها قد علمت بمساهمة إيران بدور فاعل في محاولة الانقلاب الأخيرة، للاستيلاء علي السلطة في السودان وتنصيب خليل إبراهيم، زعيم الحركة المعروف بعلاقاته بالسفارة الإيرانية في الخرطوم، رئيساً للجمهورية.
وبحسب المصادر التي نقلت عنها الصحيفة المصرية فإن إبراهيم يحتمل أن يكون قد زار طهران قبل شن عمليته الأخيرة ضد الخرطوم، لبحث مرحلة ما بعد وصوله للسلطة في السودان، مؤكدة أن "إيران لن تتوقف عن زرع رجالها وعملائها في الوطن العربي كله" .
ويعبِّر ما نشرته صحيفة "الجمهورية" الرسمية عن أحدث حلقة من حلقات التوتر في العلاقات المصرية – الإيرانية، حيث تتهم القاهرة طهران باستمرار، بالتدخل في فلسطين وفي لبنان والعراق والسعي لتحقيق مصالحها عبر إثارة اضطرابات في هذه البلدان.
وكان وزير الدفاع السوداني قد صرح بوجود جهات، لم يحددها، قامت بتوجيه قوات المتمردين بالأقمار الصناعية، كي تتفادي مراكز تجمع القوات السودانية، مؤكدًا أن هذا هو سر دخولها أم درمان دون القضاء عليها.
ومن جهته ذكر الرئيس السوداني عمر البشير في لقاء له مع الجالية السودانية في العاصمة الكورية سيول، أمس الاثنين، أن قوات التمرد دخلت أم درمان بثلاثمائة سيارة مجهزة، وإن الجيش السوداني حاول التصدى لها، لكنها غيرت مسارها نحو الشمال وأخذت طريق دنقلا بتعود منه لأم درمان حيث تم القضاء عليها هناك .