
كشفت مصادر مطلعة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عن وجود لجنة فلسطينية "إسرائيلية" مشتركة ضمن إطار المفاوضات الجارية بين الطرفين حول "الحل الدائم"؛ لإزالة المضامين الوطنية ومقاومة الاحتلال من كتب التعليم الفلسطينية .
وبحسب تلك المصادر فإن عمل اللجنة يأتي في إطار نشر ما يسمى بـ"ثقافة السلام، وإزالة المضامين التي تحرض على العنف"، وكذلك إزالة المضامين التي "لا تعترف بحق تقرير المصير للطرف الثاني، وترفض الاعتراف بوجوده"، ومنها آيات القرآن التي تحث على الجهاد ورد العدوان.
وعلى الصعيد ذاته نشرت تقارير صحفية عبرية تؤكد أن الطرفين يعملان على إمكانية إجراء فحص للكتب التعليمية، بذريعة إزالة المضامين التي "تحرض على العنف وعدم التسامح".
ومن بين اللجان التي تم تشكيلها لجنة "ثقافة السلام" التي يترأسها المستشار القضائي لوزارة الخارجية الصهيونية دانييل طاوب، والوزير الفلسطيني السابق سفيان أبو زايدة، ويتركز عملها "التحريض"، والذي تندرج مقاومة الاحتلال في إطاره.
ومن بين الاقتراحات التي قدمتها لجنة "ثقافة السلام" أن تقوم هيئة مختصين من كل طرف بفحص الكتب التعليمية للطرف الثاني، وإعداد قائمة بملاحظات وطلبات لتغيير المضامين، مع وضع معايير لفحص الكتب التعليمية .
كما قدمت تلك اللجنة تقريراً لمنع التحريض على العنف في وسائل الإعلام، وخاصة الإلكترونية منها، مع التركيز على "المضامين التي تحرض على العنف، والمضامين التي تمس بحق تقرير المصير للطرف الثاني، أو المضامين التي تشجع عدم الاعتراف بوجود الطرف الثاني".
يذكر أن لجنة فلسطينية – "إسرائيلية" مشتركة كانت قد عملت بشكل متقطع خلال الأعوام من 1998 وحتى 2003 لـ "منع التحريض"، إلا أنه لم يصدر عنها أي شيء. وكان قد ترأس اللجنة في حينها الصحفي الصهيوني أوري دان، والناطق بلسان رئيس السلطة الفلسطينية مروان كنفاني.
وفي الجهة المقابلة أكد البروفيسور عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية بنابلس "أن الإسرائيليين هم الذين يحرضون أبناءهم ضدنا، ويغرسون في عقولهم حب السامية، وأنهم شعب الله المختار، وأن غير اليهود عبارة عن خدم لأسيادهم اليهود".
وتابع: إن "قصص الأطفال التي يدرسونها لأطفالهم في المدارس هي قصص تحريضية ضدنا، ومن بينها قصة تدرس للأطفال دون الخامسة من العمر تعرف باسم "قصة البطتين، وفيها تتبادل بطتان الحديث، وتقول إحداهما للأخرى بأنها ستلتحق بسلاح الجو، فترد عليها الأخرى بأنها ستلتحق بسلاح الدبابات من أجل أن تقضي على العرب أينما كانوا".