أنت هنا

22 جمادى الأول 1429
المسلم - المركز الفلسطيني للإعلام

كشفت مصادر مطلعة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عن وجود لجنة ‏فلسطينية "إسرائيلية" مشتركة ضمن إطار المفاوضات الجارية بين الطرفين ‏حول "الحل الدائم"؛ لإزالة المضامين الوطنية ومقاومة الاحتلال من كتب ‏التعليم الفلسطينية .‏
وبحسب تلك المصادر فإن عمل اللجنة يأتي في إطار نشر ما يسمى ‏بـ"ثقافة السلام، وإزالة المضامين التي تحرض على العنف"، وكذلك إزالة ‏المضامين التي "لا تعترف بحق تقرير المصير للطرف الثاني، وترفض ‏الاعتراف بوجوده"، ومنها آيات القرآن التي تحث على الجهاد ورد العدوان. ‏
وعلى الصعيد ذاته نشرت تقارير صحفية عبرية تؤكد أن الطرفين يعملان ‏على إمكانية إجراء فحص للكتب التعليمية، بذريعة إزالة المضامين التي ‏‏"تحرض على العنف وعدم التسامح". ‏
ومن بين اللجان التي تم تشكيلها لجنة "ثقافة السلام" التي يترأسها المستشار ‏القضائي لوزارة الخارجية الصهيونية دانييل طاوب، والوزير الفلسطيني ‏السابق سفيان أبو زايدة، ويتركز عملها "التحريض"، والذي تندرج مقاومة ‏الاحتلال في إطاره. ‏
ومن بين الاقتراحات التي قدمتها لجنة "ثقافة السلام" أن تقوم هيئة مختصين ‏من كل طرف بفحص الكتب التعليمية للطرف الثاني، وإعداد قائمة ‏بملاحظات وطلبات لتغيير المضامين، مع وضع معايير لفحص الكتب ‏التعليمية . ‏
كما قدمت تلك اللجنة تقريراً لمنع التحريض على العنف في وسائل الإعلام، ‏وخاصة الإلكترونية منها، مع التركيز على "المضامين التي تحرض على ‏العنف، والمضامين التي تمس بحق تقرير المصير للطرف الثاني، أو ‏المضامين التي تشجع عدم الاعتراف بوجود الطرف الثاني". ‏
يذكر أن لجنة فلسطينية – "إسرائيلية" مشتركة كانت قد عملت بشكل متقطع ‏خلال الأعوام من 1998 وحتى 2003 لـ "منع التحريض"، إلا أنه لم ‏يصدر عنها أي شيء. وكان قد ترأس اللجنة في حينها الصحفي الصهيوني ‏أوري دان، والناطق بلسان رئيس السلطة الفلسطينية مروان كنفاني.‏
وفي الجهة المقابلة أكد البروفيسور عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية ‏بجامعة النجاح الوطنية بنابلس "أن الإسرائيليين هم الذين يحرضون أبناءهم ‏ضدنا، ويغرسون في عقولهم حب السامية، وأنهم شعب الله المختار، وأن ‏غير اليهود عبارة عن خدم لأسيادهم اليهود". ‏
وتابع: إن "قصص الأطفال التي يدرسونها لأطفالهم في المدارس هي ‏قصص تحريضية ضدنا، ومن بينها قصة تدرس للأطفال دون الخامسة من ‏العمر تعرف باسم "قصة البطتين، وفيها تتبادل بطتان الحديث، وتقول ‏إحداهما للأخرى بأنها ستلتحق بسلاح الجو، فترد عليها الأخرى بأنها ‏ستلتحق بسلاح الدبابات من أجل أن تقضي على العرب أينما كانوا". ‏