أنت هنا

22 جمادى الأول 1429
المسلم - وكالات

أعلنت الحكومة العراقية، اليوم الثلاثاء، أنها بصدد إرسال مبعوث رفيع ‏المستوى للتشاور مع تركيا وسوريا لإقناعهما بزيادة مناسيب المياه في ‏نهري دجلة والفرات منعًا لانحسارهما .‏
وجاء في البيان العراقي أن لطيف رشيد وزير الموارد المائية العراقي ‏سيتوجه إلى تركيا ومنها إلى سوريا حاملاً التماسًا من رئيس الحكومة ‏العراقية نوري المالكي يناشد فيه أنقرة ودمشق لزيادة كميات المياه التي ‏يطلقانها في حوضي النهرين، لإنهاء شحة المياه الشديدة التي يعاني منها ‏العراق.‏
وأكد البيان الحكومي أن العراق يعاني نقصًا حادًا في مياه الشرب والري، ‏وأن بغداد تطالب الطرفين التركي والسوري بتنفيذ ما جاء في الاتفاق ‏الثلاثي لاقتسام مياه النهرين الموقع في يناير المنصرم.‏
يشار إلى أن نهر دجلة ينبع من مرتفعات في جنوب شرق هضبة الأناضول ‏في تركيا ليدخل بعد ذلك الأراضي العراقية، ويلتقي نهر دجلة بنهر الفرات ‏حاليًا، بعد تغير مجرى الأخير، عند منطقة الكرمة القريبة من محافظة ‏البصرة .‏
وتقوم تركيا بإنشاء سلسلة من السدود، سيبلغ عددها 22 سدًا، على أعالي ‏نهري دجلة والفرات فيما يسمى بمشروع جنوب شرق الأناضول، والذي بدأ ‏العمل فيه عام 1983، وأخذ بعدًا هامًا بعد إنجاز "سد أتاتورك" عام 1992 ‏والذي سيغير من أشكال توزيع المياه في المنطقة، حيث يُفترض الانتهاء من ‏بناء سدود المشروع عام 2010 . ‏
وترنو تركيا لإقامة 19 محطة لتوليد الكهرباء على هذه السدود، لتغطي 22 ‏بالمائة من الاحتياج الإجمالي لتركيا، إضافة لري 1.7 مليون هكتار من ‏الأراضي الزراعية، لدعم منطقة شرق الأناضول الضعيفة اقتصاديًا.
ويتوقع خبراء الري في العالم أن ينخفض منسوب المياه الجارية في نهري ‏دجلة والفرات بنسبة تساوي 90 بالمائة بسبب هذا المشروع، مما سيعود ‏بعواقب سلبية على قطاع الزراعة في كل من سوريا والعراق، التي تعتبر ‏الزراعة فيها قطاعًا اقتصاديًا هامًا للغاية؛ إذ يعمل بهذا القطاع قرابة الـ ‏‏40 بالمائة من العمال العراقيين. ‏