أنت هنا

19 جمادى الأول 1429
المسلم - وكالات

ذكر محللون أن الخطوات التي قادها حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ‏للتقدم بها ‏‎ ‎نحو مزيد من الحرية الدينية ومجتمع مسلم معتدل، قد توقفت ‏بسبب الأزمة السياسية التي يواجهها الحزب أمام العلمانية، والتي قد تؤدي ‏لحظر حزب العدالة و71 من أعضائه .‏‎ ‎
وبحسب ما أعرب عنه محللون أتراك فإن رجب طيب أردوجان، رئيس ‏الوزراء التركي، الذي أثار مسعاه لرفع‎ ‎الحظر عن ارتداء الحجاب في ‏الجامعات الأزمة، سيضطر، على الأرجح، إلى توقيف أي إصلاحات دينية ‏حتى إذا كسب القضية المرفوعة ضد حزبه .‏
ويؤكد متابعي الأوضاع التركية أن الأغلبية التركية المسلمة لن تتأثر وحدها ‏بهذه الأزمة، بل ستتأثر بها الأقلية النصرانية التي كانت تأمل في تخفيف ‏القيود على حريتها، حيث يرى المجتمع التركي بكليته أن علمانية الدولة تقيد ‏حرياتهم‎. ‎
وقد أعرب العديد من أساتذة الجامعات التركية عن رأيهم فيما يحدث، حيث ‏أشاروا إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم قد قلص من ترسانته ‏الإصلاحية، وأن‎ ‎الإصلاح الديني "جُمد. وسيبقونه مجمدًا لبعض الوقت".‏
وتنتظر الساحة السياسية في تركيا قرار المحكمة الدستورية العليا بشأن ‏الدعوى المرفوعة ضد حزب العدالة والتنمية والمطالبة بحظره، والتي ‏ينتظر البت فيها خلال شهر يونيو القادم .‏
وكان أردوجان، الذي أوقف إية إصلاحات دينية صريحة لخمسة أعوام، قد ‏أقدم، بعد الانتصارات التي حققها حزبه في‎ ‎الانتخابات البرلمانية والرئاسية ‏عام 2007، على رفع الحظر الدستوري على ارتداء‎ ‎الحجاب في الجامعات، ‏وهي قضية شديدة الرمزية بالنسبة لعلمانيي تركيا، حيث قادت إلى قيام ‏المدع العام التركي إلى رفع دعوى قضائية‎ ‎لإغلاق الحزب‎. ‎
وذكرت مصادر بارزة بحزب العدالة والتنمية الأسبوع الماضي أن الحزب ‏يستعد لفرض‎ ‎حظر عليه، إضافة إلى منع أردوجان من ممارسة السياسة ‏لخمسة أعوام قادمة، مشيرين إلى تشكيل‏‎ ‎حزب جديد خلفًا للعدالة ولكن ‏بإستراتيجية أكثر هدوءًا وأقل تصادمية .‏
يذكر أن الكنيسة الأرثوذوكسية تعلق آمالاً عريضة على الضغوط التي ‏يمارسها الاتحاد‎ ‎الأوروبي على تركيا لمنع حظر حزب العدالة الحاكم؛ ‏لتستعيد معهدها اللاهوتي الوحيد الذي أغلقته تركيا عام 1971 . ‏
وقال مسؤول في مقر البابا بارثولوميو الزعيم الروحي لجميع المسيحيين ‏الأرثوذوكس‎ ‎باسطنبول: "الأقليات كانت قضية ساخنة لبعض الوقت لكن في ‏العامين المنصرمين لم يكن‎ ‎هناك أي تحرك على الإطلاق"، وأضاف: إن ‏تركيا صادرت مؤخرًا مبنى كنسي لذا "فنحن‎ ‎محبطون للغاية" .‏
ومن جهة أخرى تأمل كنيسة الروم الكاثوليك في الحصول على إذن بتحويل ‏متحف في تارسوس إلى كنيسة‎ ‎بمناسبة الاحتفال بما يسمى بـ"عام القديس ‏بول" والذي يبدأ في 21 يونيو القادم .‏‎ ‎