
ذكر محللون أن الخطوات التي قادها حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا للتقدم بها نحو مزيد من الحرية الدينية ومجتمع مسلم معتدل، قد توقفت بسبب الأزمة السياسية التي يواجهها الحزب أمام العلمانية، والتي قد تؤدي لحظر حزب العدالة و71 من أعضائه .
وبحسب ما أعرب عنه محللون أتراك فإن رجب طيب أردوجان، رئيس الوزراء التركي، الذي أثار مسعاه لرفع الحظر عن ارتداء الحجاب في الجامعات الأزمة، سيضطر، على الأرجح، إلى توقيف أي إصلاحات دينية حتى إذا كسب القضية المرفوعة ضد حزبه .
ويؤكد متابعي الأوضاع التركية أن الأغلبية التركية المسلمة لن تتأثر وحدها بهذه الأزمة، بل ستتأثر بها الأقلية النصرانية التي كانت تأمل في تخفيف القيود على حريتها، حيث يرى المجتمع التركي بكليته أن علمانية الدولة تقيد حرياتهم.
وقد أعرب العديد من أساتذة الجامعات التركية عن رأيهم فيما يحدث، حيث أشاروا إلى أن حزب العدالة والتنمية الحاكم قد قلص من ترسانته الإصلاحية، وأن الإصلاح الديني "جُمد. وسيبقونه مجمدًا لبعض الوقت".
وتنتظر الساحة السياسية في تركيا قرار المحكمة الدستورية العليا بشأن الدعوى المرفوعة ضد حزب العدالة والتنمية والمطالبة بحظره، والتي ينتظر البت فيها خلال شهر يونيو القادم .
وكان أردوجان، الذي أوقف إية إصلاحات دينية صريحة لخمسة أعوام، قد أقدم، بعد الانتصارات التي حققها حزبه في الانتخابات البرلمانية والرئاسية عام 2007، على رفع الحظر الدستوري على ارتداء الحجاب في الجامعات، وهي قضية شديدة الرمزية بالنسبة لعلمانيي تركيا، حيث قادت إلى قيام المدع العام التركي إلى رفع دعوى قضائية لإغلاق الحزب.
وذكرت مصادر بارزة بحزب العدالة والتنمية الأسبوع الماضي أن الحزب يستعد لفرض حظر عليه، إضافة إلى منع أردوجان من ممارسة السياسة لخمسة أعوام قادمة، مشيرين إلى تشكيل حزب جديد خلفًا للعدالة ولكن بإستراتيجية أكثر هدوءًا وأقل تصادمية .
يذكر أن الكنيسة الأرثوذوكسية تعلق آمالاً عريضة على الضغوط التي يمارسها الاتحاد الأوروبي على تركيا لمنع حظر حزب العدالة الحاكم؛ لتستعيد معهدها اللاهوتي الوحيد الذي أغلقته تركيا عام 1971 .
وقال مسؤول في مقر البابا بارثولوميو الزعيم الروحي لجميع المسيحيين الأرثوذوكس باسطنبول: "الأقليات كانت قضية ساخنة لبعض الوقت لكن في العامين المنصرمين لم يكن هناك أي تحرك على الإطلاق"، وأضاف: إن تركيا صادرت مؤخرًا مبنى كنسي لذا "فنحن محبطون للغاية" .
ومن جهة أخرى تأمل كنيسة الروم الكاثوليك في الحصول على إذن بتحويل متحف في تارسوس إلى كنيسة بمناسبة الاحتفال بما يسمى بـ"عام القديس بول" والذي يبدأ في 21 يونيو القادم .