
كشفت مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية أمس الثلاثاء عن وثائق تتعلق بمخططات صهيونية تهدف لمواصلة هدم طريق باب المغاربة والآثار الإسلامية واستبدالها بجسر عسكري ومعابد يهودية.
وأكدت المؤسسة اشتمال هذه الوثائق على خرائط تشير إلى مدى الدمار والهدم الذي سيلحق بالأبنية والآثار الإسلامية الملاصقة للجدار الغربي للمسجد الأقصى، فضلاً عن إنشاء معابد يهودية على حساب تلك الأبنية، وذلك خلال فترة زمنية لا تتجاوز الخمس سنوات .
وبحسب ما أوردته المؤسسة فإن المخططات تقضي بكشف باب البراق أسفل باب المغاربة ومسجد البراق بشكل مباشر، مما يسهّل عمليًا اقتحام أجزاء كبيرة من الأبنية أسفل المسجد الأقصى.
وتشير بعض ملاحق الخرائط وشروحاتها إلى تزوير التاريخ والآثار واعتبار أجزاء من أبنية المسجد الأقصى والآثار المحيطة كأجزاء من الهيكل الأول والثاني المزعومين.
وتظهر الخرائط عن مخطط لبناء جسر عسكري كبير، يرتكز على 16 عمودًا خرسانيًا كبيرًا، ويصل عرضه إلى 18 مترًا على جانبي باب المغاربة، مما يعني استهداف 18 مترًا من الحائط الغربي للمسجد الأقصى.
حذر مسؤول فلسطيني من خطورة الجسر المعدني الذي تعتزم سلطات الاحتلال إقامته عند باب المغاربة في المسجد الأقصى.
وعلى الصعيد ذاته أوضح حاتم عبد القادر مستشار رئيس الوزراء الفلسطيني لشؤون القدس المحتلة أن الجسر سيسمح بوصول قوات مدرعة إلى ساحة المسجد الأقصى بحدود خمسة آلاف جندي دفعة واحدة.
وأطلع عبد القادر خلال جولة برفقة عدد من المختصين بمنطقة باب المغاربة على تفاصيل المشروع والمخطط الإسرائيلي، محذرا من أن ما تم الاطلاع عليه خطير للغاية ويستدعي التدخل العاجل.
وذكرت وسائل إعلام "إسرائيلية" أن مسار الجسر قصير نسبيًا، مشيرة إلى أنه سيتم توسيع الساحة المخصصة للنساء في منطقة حائط البراق، مؤكدة أن الجسر سيتيح دخول أعداد كبيرة من قوات الاحتلال دفعة واحدة إلى ساحة الحرم القدسي الشريف.
وقالت مؤسسة الأقصى في بيانها: "لا جديد في قرار لجنة البناء المحلية لبلدية لوبوليانسكي بالمصادقة على مخطط جسر طريق باب المغاربة سوى أنه يؤكد على إصرار المؤسسة الإسرائيلية على مواصلة ارتكاب جريمتها بهدم طريق باب المغاربة والتي هي جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، والتي تحتوي على آثار وأوقاف إسلامية من ضمنها المدرسة الأفضلية ومسجد" .
وأضافت المؤسسة: "إن ما تهدف إليه المؤسسة الإسرائيلية هو استكمال هدم هذا الجزء الثمين من المسجد الأقصى المبارك، ومن ثم بناء جسر كبير هو عسكري في حقيقته وتهويدي في نفس الوقت وليكون طريقًا لاقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، يمكّن أفواج من مئات العناصر من الشرطة الإسرائيلية اقتحام المسجد متى شاءوا، ثم ليجعلوا هذا الجسر طريقًا لاقتحام المسجد الأقصى من قبل مئات أو آلاف الإسرائيليين في مسعًى محموم لفرض الأمر الواقع على المسجد الأقصى ومحاولة لفرض مخطط احتلالي لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود".
وطالبت مؤسسة الأقصى الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني بأن "يتحرك اليوم قبل غد لإيقاف وإبطال المخططات التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك، ثم على أهل الداخل الفلسطيني وأهل القدس اليوم واجب أكبر بإرفاد المسجد الأقصى بمئات وآلاف المصلين المرابطين داخل المسجد الأقصى المبارك، فإعمار المسجد الأقصى بالمصلين على مدار الساعة هو واجب الوقت والوسيلة الأنجع والأنفع للدفاع والحفاظ على المسجد الأقصى المبارك".