
أعلن العميد منتصر آدم، قائد اللواء الحادي والثلاثين المتواجد في بلدة أبيي النفطية السودانية، أن الجيش السوداني بات يُحكم سيطرته على المدينة، بعد أن دحر عناصر متمردي الحركة الشعبية لتحرير السودان.
وأوضح العميد منتصر أن متمردي الحركة الشعبية هاجموا القوات التابعة للجيش السوداني في منطقة أبيي، فجر اليوم الثلاثاء، مستخدمين مختلف الأسلحة الخفيفة والثقيلة؛ ما أدى إلى نشوب مواجهات بين الجانبين استمرت نحو 6 ساعات.
وأكد القائد السوداني تمكن الجيش السوداني من الانتصار على قوات الحركة الشعبية وإخراجهم من منطقة أبيي، مشيرًا إلى أن قوات الاحتياط السودانية تطارد فلول المتمردين إلى ما وراء النهر.
واعترف العميد منتصر بما أوردته بعض الفضائيات حول سقوط قتلى في صفوف الجيش السوداني، قائلاً: "احتسبنا عددًا من الشهداء"، كما أكد سقوط قتلى في صفوف المتمردين إلا أنه لم يستطع إعطاء إحصائية واضحة بعدد القتلى .
وأشار قائد اللواء الحادي والثلاثين إلى نزوح قرابة الـ 100 ألف مواطن هاربين من المدينة، مشيرًا إلى أن المنطقة أصبحت خاوية تمامًا من السكان.
وكانت وكالة رويترز للأنباء قد نقلت عن عمال إغاثة اندلاع قتال عنيف بين الجيش السوداني والقوات السودانية الجنوبية في بلدة أبيي الغنية بالنفط، والمتنازع عليها، مما أسفر عن سقوط 100 جريح على الأقل وعدد غير معلوم من القتلى.
ونقلت الوكالة عن محللين تحذيرهم من أن اندلاع القتال في تلك المنطقة يهدد اتفاق السلام بين الشمال والجنوب ويخاطر بإعادة اشتعال الحرب الأهلية التي استمرت عقدين.
ولم تشتمل اتفاقية السلام التي تم التوصل اليها عام 2005 بين شمال وجنوب السودان، على حل فيما يخص منطقة أبيي، حيث بقيت الخلافات بين الجانبين بشأن الحدود .
واكتفى السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون بإبداء شعوره بالقلق تجاهما يحدث بالمنطقة وحذر القوات المسلحة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان من تعرض اتفاق 2005 لمخاطر بالغة اذا استمر القتال.
وحسب وصف العديد من المراسلين فإن "البلدة بالكامل أحرقت وسويت بالأرض"، فيما أشار آخرون إلى أنها أصبحت خالية من السكان الذين فروا منها خوفًا من المواجهات المسلحة والحالة الأمنية المتردية .
وكان الجيش السوداني قد انتشر في منطقة أبيي بعد نزوح آلاف السكان منها على عجل إثر إحراق سوق المدينة بالكامل. وقد حمل الجيش السوداني الحركة الشعبية في بيان له المسئولية عن تردي الوضع في المنطقة.