
رفضت السعودية أمس طلباً تقدم به الرئيس الأمريكي، جورج بوش، حثها خلاله على زيادة إنتاجها من النفط بحجة أن ذلك سيسهم في وقف الارتفاع القياسي للأسعار التي تجاوزت 126 دولاراً للبرميل.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، ستيفن هادلي، إن الرياض ردت على طلب الرئيس الأمريكي الذي يعتبر الثاني له هذا العام، بالرفض، قائلة إنها لم تلمس وجود زيادة في الطلب تبرر رفع الإنتاج. وجاء تصريحات هادلي بعد إجراء الرئيس الأمريكي جولة مباحثات مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض.
وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي إن المملكة التي تضخ أكثر من عُشر المعروض العالمي من الخام، وإنها زادت الإمدادات 300 ألف برميل يوميا قبل أسبوع، لتعويض تراجع إنتاج فنزويلا ومكسيكو، استجابة لطلب عملائها لاسيما في الولايات المتحدة، على أن يصل مستوى إنتاجها الشهر المقبل إلى تسعة ملايين و450 ألف برميل يوميا. وأضاف النعيمي في مؤتمر صحافي عقده في الرياض أمس أثناء وجود الرئيس بوش هناك "ما الذي يمكن أن تقدمه المملكة العربية السعودية أكثر من ذلك كي ترضي الذين يتساءلون عن طبيعة تعاملنا مع السوق وسياستنا النفطية".
وكان بوش الذي وصل إلى السعودية أمس الجمعة، في زيارة هي الثانية في غضون أربعة أشهر قد تكون الأخيرة له مع اقتراب نهاية ولايته، قد توجه إلى الملك عبدالله بالطلب عينه خلال زيارته الأولى للمنطقة في يناير الماضي، وجاء رد الرياض آنذاك بأن موازين السوق من عرض وطلب لا تسمح بمثل هذه الخطوة، وأن مستويات الإنتاج الحالية كافية.
وتأتي زيارة بوش إلى بعد يوم واحد من قرار الكونجرس الأمريكي تجميد نقل 70 ألف برميل من النفط إلى خزانات الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي. وكان بوش قد عارض الخطوة، معتبراً أن الكميات التي تضاف إلى هذا الاحتياطي هي لمواجهة الحالات الطارئة، وأن الامتناع عن إضافتها لن يكون له تأثير ملموس على الأسعار.
وأعلنت متحدثة باسم وزارة الطاقة في الولايات المتحدة أن الوزارة ستوقف ملء المخزون الاستراتيجي للنفط الخام للنصف الثاني من هذا العام، بعدما صوّت الكونجرس على قرار في هذا الشأن مطلع هذا الأسبوع.
وقالت المتحدثة إن الوزارة لم توقع أي عقد للأشهر الستة المقبلة لإرسال نحو 70 ألف برميل يومياً إلى المخزون الاستراتيجي، وهو أكبر مخزون حكومي استراتيجي للنفط الخام في العالم.