
بعد ساعات من الأنباء التي تحدثت عن أن الهدنة بين الجيش الباكستاني وحركة "طالبان" باتت وشيكة في ظل تبادل للأسرى بين الجانبين، أصاب صاروخ أطلقته طائرة أمريكية من دون طيار منزلا قرب قرية "دمادولا" في منطقة باجور القبلية، ما أدى إلى استشهاد سبعة مدنيين أبرياء، بينهم ثلاثة أطفال.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها طائرات أمريكية مدنيين أبرياء في باكستان؛ حيث أطلقت طائرة أمريكية من دون طيار من طراز( بريدتور) في يناير 2006 صواريخ على منزل في القرية نفسها بزعم أن أيمن الظواهري، الرجل الثاني في تنظيم "القاعدة" كان داخله، وقتل 18 شخصا على الأقل في تلك الضربة الجوية الغادرة. كما ضربت طائرات أمريكية من دون طيار هذا العام ثلاثة مواقع على الأقل في شمال غرب باكستان، ما أسفر عن مقتل عشرات من المدنيين الأبرياء.
وهجوم يوم الأربعاء هو الأول منذ تشكيل حكومة باكستانية جديدة قبل نحو ستة أسابيع، بدأت مفاوضات جادة للتوصل إلى هدنة في المناطق القبلية المحاذية لأفغانستان. قال المتحدث باسم حركة "طالبان" فرع باكستان: إن الهجوم الصاروخي الأمريكي لن يؤثر في محادثات السلام مع الحكومة، لكنه أضاف أن الحركة ستنتقم.
وكانت باكستان قد بدأت أمس في نقل قوات حكومية من مناطق بإقليم وزيرستان الجنوبي على الحدود الأفغانية في مسعى للتوصل الى اتفاق سلام مع بيت الله محسود، زعيم حركة "طالبان" في باكستان بوساطة عدد من شيوخ قبائل البشتون.
وتعثرت أواخر الشهر الماضي المباحثات بين الطرفين بعدما رفضت الحكومة طلب حركة "طالبان" بسحب قوات الجيش من إقليم "وزيرستان"، لكن مسؤولا حكوميا بارزا قال أمس إنه تم تقليص القوات في منطقتين على الأقل بالإقليم لتمهيد الطريق أمام التوصل إلى اتفاق.
وأعلن الجيش الباكستاني أن مواقع القوات عدلت، وأن الحكومة ستقرر ما اذا كانت ستسحب القوات خارج وزيرستان استنادا الى محصلة المباحثات بين الحكومة وحركة "طالبان" بعد بادرة حسن نية أخرى حدثت أمس وتمثلت في تبادل عدد من الأسرى بين الجانبين وهو ما لم يرق للإدارة الأمريكية التي يبدو أنها تريد استمرار اشتعال الأوضاع على الحدود الباكستانية الأفغانية لتبرير وجود عسكري طويل المدى لها في المنطقة.