
أثارت تدريبات قامت بها وحدات الشرطة والطوارئ بمدينة "إرفنج" بولاية "إلينوي" الأمريكية، مؤخرا، على اقتحام مسجد "وهمي" يختبئ فيه مسلحون، غضب مسلمي الولايات المتحدة، واعتبر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" أن هذا التدريب يبعث رسالة مفادها أن دور العبادة الخاصة بالمسلمين يمكن أن تمثل تهديدًا للمجتمع.
وشارك في التدريب الذي تم الأسبوع الماضي أكثر من 120 فردًا من نحو 30 وكالة محلية مختلفة، مثل إدارات الإطفاء والإسعاف ومسؤولي تنفيذ القانون، إضافة إلى عدد من النقاد للحكم على التدريب.
وتضمن التدريب تحول ما يُعرف بـ "مركز الشفاء الدائم" إلى نموذج لمسجد، تخيل المشاركون فيه حدوث تفجيرات داخل مبناه وخارجه، بعد احتجاز مسلحين مسلمين رهائن والتمترس فيه، حيث تقوم قوات خاصة تابعة لما يُعرف بـ"نظام الإنذار التابع لهيئة تنفيذ القانون" باقتحام هذا المبنى باستخدام سيارة مصفحة، وفي السيناريو تقع خسائر؛ حيث يقوم المختطفون بقتل رهائن، فيما يتم قتل هؤلاء المختطفين من قبل قوات الشرطة الأمريكية.
وقال المدير التنفيذي مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية "كير" في شيكاغو بولاية إلينوي أحمد رحاب "إن استخدام مسجد "وهمي" في هذا النمط من التدريب يبعث الرسالة الخاطئة إلى مسئولي تنفيذ القانون الذين يمكن أن يعتبروا الآن أن المؤسسات السائدة، مثل دور العبادة الخاصة بالمسلمين، تمثل تهديدات أمنية محتملة"، وأضاف: "يجب على المسؤولين أن يكونوا مدربين على التعامل مع اختطاف الرهائن، والرد على الهجمات الكيماوية أو البيولوجية أو هجمات القنابل، لكن ما نسأل عنه هو: ما الحكمة من ربط المجتمع الأمريكي المسلم ومؤسساته بهذه الحوادث؟".
جدير بالذكر أنه ومنذ هجمات سبتمبر دأبت معظم وسائل الإعلام الأمريكية على تقديم صورة نمطية مغلوطة عن المسلمين، تفيد بأنهم "إرهابيون" و"يمثلون تهديدًا للأمن القومي الأمريكي"؛ وهو ما أسهم في تزايد التمييز بحق بعض أفراد الأقلية المسلمة التي يتراوح عددها ما بين 7 و8 ملايين من سكان الولايات المتحدة الذين يتجاوز عددهم 300 مليون نسمة.