
ذكرت وكالة بي بي سي أن مراسليها قد أجروا تحقيقًا يكشف تزويد ما يسمى بـ"قوات حفظ السلام الدولية" لمتمردين في جمهورية الكونغو الديمقراطية بالأسلحة، وبتهريب الذهب والعاج، وأن الأمم المتحدة أخفت جميع المعلومات التي من شأنها الكشف عن هذه الفضائح.
وكانت الأمم المتحدة قد أجرت تحقيقات "بمعرفتها" حول هذه الاتهامات عام 2007، ثم ادعت عدم وجود ما يعزز صحة هذه الاتهامات، حيث زعمت جين ماري جويهينهو مسؤولة "عمليات حفظ السلام الدولية" في نيويورك العام الماضي أن التحقيقات لم تكشف عن أي دليل على تهريب السلاح، فيما أكدت مصادر أممية أنه تم وقف التحقيقات لأسباب سياسية.
إلا أن التحقيق الذي أجرته الوكالة الإخبارية ونشرته على موقعها قد كشف عن عمليات تهريب للذهب مع مسلحي جبهة الاندماج الوطني شرقي البلاد، وكذا التعامل مع مسلحين متورطين في الإبادة العنصرية في رواندا .
ونقلت التحقيقات عن شهود عيان كونغوليين أنهم شاهدوا تزويد جبهة الاندماج الوطني بالسلاح، وأكد مسلح سابق رؤيته لسبعة صناديق من الذخيرة تجلب من معسكر للقوات الدولية لتزويد عناصر الجبهة بالأسلحة خلال معركة حاسمة.
وأقر اثنين من زعماء جبهة الانتماء الوطني هما "كونغ فو" و "دراجون"، من مقر سجنهما بالعاصمة كينشاسا، أن حركتهما تلقت أسلحة من القوات الدولية، بزعم حماية أمن البلاد، ولكوننا سنساعدهم في الاهتمام بالمنطقة، على حد ادعاء "القوات الدولية" .
يشار إلى أن جبهة الاندماج الوطني مصنفة لدى جمعيات حقوق الإنسان بأنها "من أشد الممارسين للقتل في شرقي الكونغو الديمقراطية".
و"قوات حفظ السلام" العاملة في جمهورية الكونغو الديمقراطية هي الأكبر من نوعها في العالم، حيث يخدم في صفوفها 17 ألف جندي ينتشرون في أنحاء البلاد.
يشار إلى أن الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية يسارعون بدعم إرسال ما يسمى بـ"قوات حفظ السلام الدولية" إلى المناطق الساخنة في العالم، زاعمين أنهم يهدفون لوقف النزاعات المسلحة، أ, المجازر المرتكبة بحق المدنيين العزل من السكان، في حين أن المستهدف من وراء ذلك هو الحصول ثروات تلك المناطق، والتحكم بالواقع السياسي لها .